المنهل: إن صفحات المنهل ليست هي وحدها في الساحة ولكن منهجها فريد وذلك من خلال ما تعلمته المنهل: تعلمت أن المتسلق الجيد يركز على هدفه ولا ينظر إلى الأسفل، حيث أن المخاطر تشتت الذهن. المنهل: تعلمت أن الفشل لا يعتبر أسوأ شيء في هذا العالم، إنما الفشل الأعظم هو أن لا نجرب. المنهل: تعلمت أنه لا يتم تحقيق أي شيء عظيم في هذه الحياة من دون حماسة. المنهل: تعلمت أن كل الاكتشافات والاختراعات التي نشهدها في الحاضر، تم الحكم عليها قبل اكتشافها أو اختراعها بأنها مستحيلة. المنهل: تعلمت أن الأمس هو شيك تم سحبه ، والغد هو شيك مؤجل ، أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة ، لذا فإنه علينا أن نصرفه بحكمة. المنهل: تعلمت أن الذين لديهم الجرأة على مواجهة الفشل، هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون. المنهل: تعلمت أن المعرفة لم تعد قوة في عصر السرعة والإنترنت والكمبيوتر، إنما تطبيق المعرفة هو القوة. المنهل: تعلمت أن الفاشلين يدعون أن النجاح هو مجرد عملية حظ. المنهل: تعلمت أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما ازداد تطوراً، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس، ولا يكون غداً كما هو اليوم.
المنهل: يسر إدارة ومنسوبي المنهل العذب أن يتقدموا لجميع الزوار الأفاضل بأحر التهاني وأزكى التبريكات بمناسبة السنة الهجرية الجديدة سائلين الله عز وجل أن يتوب علينا وأن يتجاوز عنا وأن يوفقنا في سنتنا الجديدة لكل ما يحبه ويرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه وأن يجعله عام عز للإسلام وللأمة الإسلامية وأن يرزقنا النصر والتمكين وكل عام وأنتم بخير

السبت، سبتمبر 12، 2009

النقد البناء ..

من أجل أن نصل إلى فكرة ناضجة واعية متكاملة لا بد لنا من تعاقب الأدوار وغربلة الفكرة مثار البحث بالطرح , والنقد , والتحليل , والتساؤل , و.. و.. و.. إلخ
هذا إذا أردنا فعلا الوصول إلى إلى نتيجة مرضية تسير بنا إلى الأمام وتبعدنا عن الوراء .
أما إذا أردنا إبراز العضلات , وإظهار الملكات , والتفاخر بالأنا فالنتيجة حتما عكسية .

أخي الكاتب ..
*ليكن همك وغرضك الأول من طرح الفكرة النصح وحب الخير لإخوانك ومحاولة الرقي بمجتمعك .
*تذكر دائما أنك عضو من أعضاء جسد أمتك فالتكن عضوا فعالا نشطا مع بقية الأعضاء
*ضع من قدر نفسك قليلا لإخوانك تعظم عند الله ويرفعك في نفوسهم .
*اطرح موضوعك بقوة وبموضوعية وبكل ثقة واطمئنان .
* اجعل شعارك ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ) .
*اترك الغير يفهم الفكرة من وجهة نظره هو فالأنظار غالبا ما تقع على زوايا مختلفة وليس من الضروري أن تتحد على زاوية واحدة كي تصدر حكما موحدا , وإن لم يرق لك ذلك فحاول أن تقرب له الفكرة أكثر فأكثر ولا يكن همك الدفاع عن فكرتك .
*تقبل النقد والتصحيح من أي شخص كان وإن كنت ترى أنه دونك في المنزلة فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها كان أحق بها .
*تذكر أن الحساسية المفرطة تجاه الغير إنما تعبر عن ضعف في الشخصية .
*احذر التفسير الخاطئ لنوايا الآخرين , واعلم أنك بهذا التفسير الخاطئ إنما تتهم نفسك وتصفها بالضعف والقصور .
*إياك أن تنزعج من كثرة النقد والتصويب .
*تذكر أنك عندما تركل من الخلف فإنك في المقدمة .
*اجعل النقد حافزا لك على التصحيح ومتابعة المسير , واحذر أن يكون
لك محبطا وعائقا عن استكمال المسيرة .

إقرأ المزيد...

الثلاثاء، سبتمبر 08، 2009

عامل الناس كما تحب أن تعامل ...

يحكى أن أحد الحكماء ذهب مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي بعيدًا عن صخب المدينة وهمومها. سلك الاثنان واديًا عميقًا تحيط به جبال شاهقة. وفي أثناء سيرهما تعثر الطفل في مشيته وسقط على ركبته. صرخ الطفل على إثرها بصوت مرتفع تعبيرًا عن ألمه «آآآه»، فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل «آآآه».
>نسي الطفل الألم وسارع في دهشة سائلاً مصدر الصوت «ومن أنت؟»

فإذا الجواب يرد عليه سؤاله «ومن أنت؟». انزعج الطفل من هذا التحدي في السؤال، فرد عليه مؤكدًا «بل أنا أسألك من أنت؟» ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة «بل أنا أسألك من أنت؟».
>فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب، فصاح غاضبًا «أنت جبان!» فهل كان الجواب إلا من جنس العمل.. وبنفس القوة يجيء الرد «أنت جبان!».
>أدرك الصغير عندها أنه بحاجة إلى أن يتعلم فصلاً جديدًا في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه. قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس.
>تعامل الأب ـ كعادته ـ بحكمة مع الحدث، وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة، وصاح في الوادي «إني أحترمك!». كان الجواب من جنس العمل أيضًا، فجاء بنفس نغمة الوقار «إني أحترمك!».. عجب الشاب من تغير لهجة المجيب، ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً: «كم أنت رائع!» فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية «كم أنت رائع».
>ذهل الطفل مما سمع، ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب، ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيرًا من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية.
>علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة: أي بُني: نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى)، لكنها في الواقع هي الحياة بعينها. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها، ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها.
>الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك. إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك، وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك. إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك، وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك. إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك، وإذا أردت الناس أن يستمعوا لك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً. لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء.
>أي بني.. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة، وهذا ناموس الكون الذي تجده في جميع تضاريس الحياة.. إنه صدى الحياة.. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت

إقرأ المزيد...

لمحة في لغة العيون ..

قال تعالى ( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت)
وقال الشاعر:
إن العيون لتبدي في نواظرها
ما في القلوب من البغضاء والإحن
وقال الآخر:
العين تبدي الذي في قلب صاحبها
من الشناءة أو حب إذا كانا
إن البغيض له عين يصـــدقها
لا يستطيع لما في القلب كتمانا
فالعين تنطق والأفواه صـــامتة
حتى ترى من صميم القلب تبيانا
نعم إن العيون ليست وسيلة فقط لرؤية الخارج بل هي وسيلة بليغة للتعبير عما في الداخل أي ما في النفوس والقلوب ونقله للخارج .
فهناك النظرات القلقة المضطربة وغيرها المستغيثة المهزومة المستسلمة ، وأخرى حاقدة ثائرة ، وأخرى ساخرة ، وأخرى مصممة ، وأخرى سارحة لا مبالية ، وأخرى مستفهمة وأخرى محبة ، وهكذا تتعدد النظرات المعبرة وقد سمى القرآن بعض النظرات ( خائنة الأعين ) .
والإنسان في تعامله مع لغة العيون يتعامل معها كوسيلة تعبير عما في نفسه للآخرين ، وكذا يتعامل معها كوسيلة لفهم ما في نفوس الآخرين .
التعبير الأمثل بالعيون :
إذا أردت إيصال مرادك بعينيك فاحرص على الأمور الآتية :
أن تكون عيناك مرتاحتين أثناء الكلام مما يشعر الآخر بالاطمئنان إليك والثقة في سلامة موقفك وصحة أفكارك .
تحدث إليه ورأسك مرتفع إلى الأعلى ، لأن طأطأة الرأس أثناء الحديث ، يشعر بالهزيمة والضعف والخور .
لا تنظر بعيداً عن المتحدث أو تثبت نظرك في السماء أو الأرض أثناء الحديث ، لأن ذلك يشعر باللامبالاة بمن تتحدث معه أو بعدم الاهتمام بالموضوع الذي تتحدث فيه .
لا تطيل التحديق بشكل محرج فيمن تتحدث معه .
أحذر من كثرة الرمش بعينيك أثناء الحديث ، لأن هذا يشعر بالقلق واضطراب .
ابتعد عن لبس النظارات القاتمة أثناء الحديث مع غيرك ، لأن ذلك يعيق بناء الثقة بينك وبينه .
أحذر من النظرات الساخرة الباهتة إلى من يتحدث إليك أو تتحدث معه ، لأن ذلك ينسف جسور التفاهم والثقة بينك وبينه ، ولا يشجعه على الاستمرار في التواصل معك ورب نظرة أورثت حسرة .
كيف تفهم ما في نفوس الآخرين من خلال نظرات عيونهم ؟.
لقد قام علماء النفس بالكثير من التجارب للوصول إلى معرفة دلالات حركات العيون عما في النفوس ، ورحم الله ابن القيم الذي قال : إن العيون مغاريف القلوب بها يعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها .
وكان مما وصلوا إليه كما ذكر الدكتور محمد التكريتي في كتابه ( آفاق بلا حدود ) :
النظر أثناء الكلام إلى جهة الأعلى لليسار: يعني أن الإنسان يعبر عن صور داخلية في الذاكرة ،
وإن كان يتكلم وعيناه تزيغان لجهة اليمين للأعلى فهو ينشئ صوراً داخلية ويركبها ولم يسبق له أن رآها
أما إن كانت عيناه تتجهان لجهة اليسار مباشرة فهو ينشي كلاماً لم يسبق أن سمعه
، وإن نظر لجهة اليمين للأسفل فهو يتحدث عن إحساس داخلي ومشاعر داخلية
وإن نظر لجهة اليسار من الأسفل فهو يستمتع إلى نفسه ويحدثها في داخله كمن يقرأ مع نفسه مثلاً .
هذا في حالة الإنسان العادي ، أما الإنسان الأعسر فهو عكس ما ذكرنا تماماً .
وبناء على هذه المعلومات يمكنك أن تحدد كمن أي الأنماط يتحدث الإنسان وهو يتحدث معك بل ويُمكنك عند قراءة قصيدة أو قطعة نثرية أن تحدد النمط الذي كان يعيشه صاحبها عند إعداده لها هل هو النمط السمعي أو الصوري من الذاكرة أو مما ينشئه أو من الأحاسيس الداخلية ، وذلك من خلال تأمل كلامه وتصنيفه في أحد الأصناف السابقة .
من الكتاب الرائع "حتى لا تكون كلا -د عوض القرني "

إقرأ المزيد...

الأحد، أغسطس 30، 2009

كيف نوجه الأفكار على المسار الصحيح

قد يكون من أصعب أنواع التربية وأشقها وأخطرها وأعظمها شأنا ، تربية القادة أو النخبة إذ إنك تقدم على تكوين عقولا مدبرة وقلوبا محركة وأجسادا عاملة، ومن المعلوم أن كل فرد على وجه الخصوص يحمل أفكارا واتجاهات كثيرة ومتنوعة، أحيانا قد تكون هذه الأفكار متوافقة مع ما نسعى إلى تكوينه في شخصية القادة أو الدعاة وحينا تكو متباينة كل التباين ، وهنا تكمن خطورة الشأن وصعوبة الأمر، إذ أن تغيير الاتجاهات واعتقادات أصعب شيء في حقل التربية، إذ يعني تغيير الفر بأكمله.

إذاً كيف نوجهه اتجاهات هؤلاء الأفراد نحو ما نصبو إليه إن كانت هذه الاتجاهات إيجابية وكيف نغيرها إن كانت سلبية؟ لكي نحقق هذا الغرض نحتاج إلى أغراض ثلاثة هي :
الخطوة الأولى: التعرف على الأفكار والاتجاهات التي يحملها هؤلاء الأفراد والاعتقادات التي يعتقدونها حتى نعرف مدى إمكانية ما نصبو إليه ومدى سهولته .
الخطوة الثانية: ما هو منبع تلك الأفكار وما مصادر تلك الاعتقادات حتى يتسنى لنا معرفة المنافذ التي يمكن أن نطرق من خلالها إلى تلك الأفكار وحتى يسهل لنا معرفة الطرق الملائمة بأن نسلكها لتحقيق هدفنا، ومعرفة كيف نسوق هذه الاتجاهات لصالح مشروعنا.
الخطوة الثالثة والأخيرة: وتعتبر هذه الخطوة اخطر الخطوات لأننا فيها سنشكل الأفكار التي نريدها ونكون الاتجاهات التي نرغب فيها، وأي خطإ يحصل في هذه الخطوة سينعكس سلبيا على مشروعنا بالكامل.

إقرأ المزيد...

الجمعة، أغسطس 21، 2009

دار الحكم


خل الغواني وخل اللهو ينصرم
وألوي العنان إلى دار بها الحكم

واقصد بشعرك حيث العز والكرم
وانسج حرير المعاني تحية لهم

تحية بصنوف الطيب فائحة
دوامة تتهاوى دونها القمم

تحية من صميم القلب مبعثها
يزفها المعربان الشعر والقلم

على الربى الخضر للسودان أنثرها
نبع العلوم سمت بأهلها فسموا

سودان (سين) سخاء ثم (واو) وفا
و(دال) ـها بفنون الدين تتسم

وألفيت (ألفا ) في العد قائدها
ونونها تاجه بالشرع يحتكم

ياموطنا جاد بالعلوم ينشرها
لك القصيد وفيك الشعر ينسجم

يا موطنا عز أهلا وارتقى قمما
للمجد إهنئ ففيك الشعر ينتظم

ياموطنا أسأل المولى له أبدا
حفظا مجيدا بكل الخير يلتئم


بقلم /عبد الرحيم الشريف

إقرأ المزيد...

الاثنين، يوليو 13، 2009

عظم الله أجركم في فقيد الأمة الإسلامية

المختصر / توفي قبل قليل سماحة العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين في مستشفى التخصصي بالرياض بعد معاناة طويلة مع المرض .. وسيصلى عليه ظهر غد الثلاثاء 21/7/1430هـ في جامع الإمام تركي بن عبدالله (الجامع الكبير) بالرياض.
نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يجزيه عن المسلمين خير الجزاء وأن يجعله مع السفرة الكرام البررة في الفردوس الأعلى من الجنة إنه ولي ذلك والقادر عليه.وإنا لله وإنا إليه راجعون .

نشأت الشيخ رحمه الله
ولد الشيخ عبد الله بن جبرين سنة 1352هـ في إحدى قرى القويعية ونشأ في بلدة الرين وابتدأ بالتعلم في عام 1359هـ وحيث لم يكن هناك مدارس مستمرة تأخر في إكمال الدراسة ولكنه أتقن القرآن وسنه اثنا عشر عاما وتعلم الكتابة وقواعد الإملاء البدائية ثم ابتدأ في الحفظ وأكمله في عام 1367هـ وكان قد قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم ففي النحو على أبيه قرأ أول الآجرومية وكذا متن الرحبية في الفرائض وفي الحديث الأربعين النووية حفظا وعمدة الأحكام بحفظ بعضها .
وبعد أن أكمل حفظ القرآن ابتدأ في القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب وكان جل القراءة عليه في كتب الحديث ابتداء بصحيح مسلم ثم بصحيح البخاري ثم مختصر سنن أبى داود وبعض سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي .
وقرأ سبل السلام شرح بلوغ المرام كله وقرأ شرح ابن رجب على الأربعين المسمى جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم وقرأ بعض نيل الأوطار على منتقى الأخبار وقرأ تفسير ابن جرير وهو مليء بالأحاديث المسندة والآثار الموصولة وكذا تفسير ابن كثير وقرأ كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وأتقن حفظ أحاديثه وآثاره وأدلته وقرأ بعض شروحه وقرأ في الفقه الحنبلي متن الزاد حفظا وقرا معظم شرحه .
وكذا قرأ في كتب أخرى في الأدب والتأريخ والتراجم واستمر إلى أول عام أربع وسبعين حيث انتقل مع شيخه أبي حبيب إلى الرياض وانتظم طالبا في معهد إمام الدعوة العلمي فدرس فيه القسم الثانوي في أربع سنوات وحصل على الشهادة الثانوية عام 1377هـ وكان ترتيبه الثاني بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أربعة عشر طالبا ثم انتظم في القسم العالي في المعهد المذكور ومدته أربع سنوات ومنح الشهادة الجامعية عام 1381هـ وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أحد عشر طالبا وعدلت هذه الشهادة بكلية الشريعة .
وفي عام 1388هـ انتظم في معهد القضاء العالي ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح شهادة الماجستير عام 1390هـ بتقدير جيد جدا وبعد عشر سنين سجل في كلية الشريعة بالرياض للدكتوراه وحصل على الشهادة في عام 1407هـ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وأثناء هذه المدة وقبلها كان يقرأ على أكابر العلماء ويحضر حلقاتهم ويناقشهم ويسأل ويستفيد من زملائه ومن مشائخهم في المذاكرة والمجالس العادية والبحوث العلمية والرحلات والاجتماعات المعتادة التي لا تخلو من فائدة أو بحث في دليل وتصحيح قول ونحوه.
الحالة الاجتماعية
تزوج بابنة عمه الشقيق رحمها الله وذلك في آخر عام 1370هـ ومع قرابتها كانت ذات دين وصلاح ونصح وإخلاص بذلت جهدها في الخدمة والقيام بحقوق ربها وبعلها وتوفيت عام 1414هـ .
وقد رزق منها اثني عشر مولودا من الذكور والإناث مات بعضهم في الصغر والموجود ثلاثة ذكور وست إناث وقد تزوج جميعهم وولد لأغلبهم أولاد من البنات والبنين ولا يزالون يغشون أباهم ويخدمونه ويقومون بالحقوق الشرعية والآداب الدينية، أما الوضع المنزلي فقد كان في أول الأمر تحت ولاية والده فكان يخدمه ويقوم بما قدر عليه من بره وأداء حقه في نفسه وماله ولا يستبد بكسب ولا يختص بمال.
ولما انتقل إلى الرياض وانتظم في معهد إمام الدعوة العلمي وكان يدفع له مكافأة شهرية فكان يدفع ما فضل عن حاجته لوالده الذي ينفق على ولده وولد ولده وبعد ثلاث سنين اضطر إلى إحضار زوجته وأولاده واستئجار منزل صغير وتأثيثه والنفقة عليهم فكانت المكافأة تكفي لذلك رغم قلتها لكن مع الاقتصار على الحاجات الضرورية وبقي يستأجر منزلا بعد منزل لمدة ثماني سنين فبعدها أعانه الله على شراء بيت من الطين والخشب القوي فهناك استقر به النوى حيث قام فيه سبعة عشر عاما يعيش في وسط من الحال لا إسراف فيه ولا تقتير ولم يتوسع في الكماليات والمرفهات لقلة ذات اليد ثم في عام 1402هـ انتقل إلى منزله الحالي الذي أقامه بمساعدة بنك التنمية العقارية وعاش فيه كما يعيش أمثاله في هذه الأزمنة.
عقيدته
أما العقيدة والمذهب فقد نشأ على معتقد سليم تلقاه عن الآباء والأجداد والمشايخ العلماء المخلصين فتعلم عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، فقرأ وحفظ ما تيسر من كتب العقائد كالواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلقى شرحها من مشائخه الذين تعلم منهم العلوم الشرعية فكانوا يفسرون غريبها ويوضحون المعاني ويبينون الدلالات من النصوص.
وقد نهج والحمد لله منهج مشايخنا في تدريس كتب العقيدة السلفية فقرأ عليه التلاميذ الكثير من كتب العقائد المختصرة والمبسوطة كشروح الواسطية للهراس ولابن سلمان ولابن رشيد وشرح الطحاوية ولمعة الاعتقاد وشروح كتاب التوحيد وكذا الكتب المبسوطة لشيخ الإسلام وابن القيم وحافظ الحكمي وغيرهم ممن كتب في العقيدة وناقش الأدلة وتوسع في سردها.
وكان في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة يدرس كتب العقيدة ويشرف على البحوث والرسائل التي تقدم للجامعة في هذا القسم ويشترك في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه ويرشد الطلاب إلى المراجع المفيدة في الموضوع ولا زال إلى الآن يشرف على كثير من الرسائل وعلى اتصال بالجامعة زيادة على الطلاب الراغبين في هذه الدراسة .
أما المذهب في الفروع فإن مشايخه الذين درس عليهم الفقه كانوا متخصصين في مذهب أحمد بن حنبل، لا يخرجون عنه غالبا وقد اقتصر عليه وأكثر من قراءة كتب الحنابلة والتعليق عليها ومعلوم أن مذهب أحمد هو أوسع المذاهب لكثرة الروايات فيه التي توافق المذاهب الأخرى غالبا فمن قرأ هذا المذهب وتوغل فيه أحاط بأكثر المذاهب ما عدى الافتراضات ونوادر المسائل التي يفترض الفقهاء وجودها فلا أهمية لدراستها فمتى وقعت أمكن معرفة حكمها بإلحاقها بأقرب ما يشابهها.
شيوخه
أما الشيوخ والعلماء الذين تتلمذ عليهم فأولهم والده رحمه الله تعالى فقد بدأ بتعليمه القراءة والكتابة في عام 59 هـ وكان رحمه الله من طلبة العلم وأهل النصح والإخلاص والمحبة وقد أفاد كثيرا بحسن تربيته وتلقينه وحرصه على التلاميذ ليجمعوا بين العلم والعمل.
وقد توفي سنة 1397هـ ومن أكبر المشايخ الذين تأثر بهم شيخه الكبير عبد العزيز بن محمد أبو حبيب الشثري الذي قرأ عليه أكثر الأمهات في الحديث وفي التفسير والتوحيد والعقيدة والفقه والأدب والنحو والفرائض وحفظ عليه الكثير من المتون وتلقى عنه شرحها والتعليق على الشروح.
وكان بدء الدراسة عليه عام 1367هـ حتى توفي عام 1397هـ بالرياض رحمه الله تعالى ولكن قلت القراءة عليه بعد التخرج للانشغال والتدريس ونحوه.
ومن العلماء الذين قرأ عليهم واستفاد من مجالستهم فضيلة الشيخ صالح بن مطلق الذي كان إماما وخطيبا في إحدى القرى بالرين ثم قاضيا في حفر الباطن ثم تقاعد وسكن الرياض ومات سنة 1381هـ وكان ضرير البصر ولكن وهبه الله الحفظ والفهم القوي فقل أن يجالسه كبير أو صغير إلا استفاد منه وقد قرأ عليه بعض الكتب في العقيدة والحديث وحضر مجالسه التي يتعدى فيها الأكابر والعلماء ويأتي بالعجائب والغرائب.
وبالجملة فهو أعجوبة زمانه رحمه الله وأكرم مثواه، ومن أشهر المشايخ الذين قرأ عليهم وتابع دروسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهو غني عن التعريف به وقد تلقى عليه مع التلاميذ دروسا نظامية عندما افتتح معهد إمام الدعوة في شهر صفر عام 1374هـ وتولى تدريس القسم الذي كان المترجم معهم في أغلب المواد الشرعية كالتوحيد والفقه والحديث والعقيدة فدرس في الحديث بلوغ المرام مرتين في القسم الثانوي والقسم العالي وفي الفقه متن زاد المستقنع وشرحه الروض المربع مرتين أيضا بتوسع غالبا في شرح كل جملة وهم يتابعون ويكتبون الفوائد المهمة.
وفي التوحيد والعقيدة قرأ كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية ومتن العقيدة الحموية والعقيدة الواسطية له أيضا وشرح الطحاوية لابن أبي العز وغيرها وقد استمر سماحته في التدريس لهم حتى أنهوا القسم العالي في آخر سنة 1381هـ حيث توقف عن التدريس الرسمي وانشغل بالإفتاء ورئاسة القضاء حتى توفي عام 1389هـ في رمضان رحمة الله تعالى عليه.
وقرأ في الدراسة النظامية على جملة من العلماء كالشيخ إسماعيل الأنصاري في التفسير والحديث والنحو والصرف وأصول الفقه وذلك من عام 1375هـ حتى التخرج والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد في الفرائض لمدة ثلاث سنوات ودرس عليه أيضا في مرحلة الماجستير مادة الفقه عام 1388هـ وكان رحمه الله من فقهاء البلد وله مؤلفات مشهورة منها عدة الباحث بأحكام التوارث ومنها التنبيهات السنية شرح العقيدة الواسطية وهو أول الشروح الوافية لهذه العقيدة.
وقرأ أيضا على الشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ محمد البيحاني والشيخ عبد الحميد عمار الجزائري في علوم وفنون متعددة وفي مرحلة الماجستير قرأ على الكثير من كبار العلماء كسماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد المتوفى سنة 1402هـ في الفقه طرق القضاء وحضر مجالسه منذ أن قدم الرياض واستفاد منه كثيرا في الأحكام والقصص والعبر والتأريخ والنصائح كما هو مشهور بذلك وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - وهو مشهور ومن كبار العلماء .
وقد تتلمذ عليه واستفاد منه جمع غفير في هذه البلاد من القضاة والمدرسين والدعاة وغيرهم وهو ممن فتح الله عليه وألهمه من العلوم ما فاق به الكثير من علماء هذا الزمان وقد توغل في التفسير والاستنباط من الآيات وكذا في الحديث ومعرفة الغريب منه وكذا في العلوم الجديدة وأهلها.
وكذا الشيخ مناع خليل القطان - رحمه الله - الذي درسهم في تلك المرحلة في مادة التفسير بتوسع وإيضاح وقد استفادوا كثيرا من مجالسته ومحاضراته حيث يأتي بفوائد كثيرة مستنبطة من الآيات أو الأدلة وله مؤلفات عديدة في فنون متنوعة وكذا الشيخ عمر بن مترك رحمه الله تعالى وكان من أوائل حملة الدكتوراه من السعوديين وقد قرأ عليه في مادة الفقه والحديث والتفسير .
وكان شديد العناية بالأدلة والتعليلات وله معرفة تامة بالمعاملات المتجددة ويتوسع في الكلام حولها وقد استفاد منه كثيرا، ومنهم الشيخ محمد عبد الوهاب البحيري - رحمه الله - مصري الجنسية تولى التدريس في الحديث وكان يتوسع في الشرح وذكر المسائل الخلافية ويحرص على الجمع والترجيح فأفاده في كثير من المواضع المهمة ومنهم محمد الجندي - رحمه الله - مصري أيضا ولم يقم إلا بعض سنة حتى مرض فرجع إلى مصر وتوفي هناك رحمه الله ومنهم محمد حجازي - رحمه الله - صاحب التفسير الواضح ومنهم طه الدسوقي العربي - رحمه الله - مصري أيضا وكان ذا معرفة واسعة واطلاع وحفظ مع فصاحة وبيان وآخرون سواهم.
وقد استفاد أيضا من مشايخ آخرين دراسة غير نظامية وأشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- الذي لازمه في أغلب الحلقات التي يقيمها في الجامع الكبير بالرياض بعد العصر وبعد الفجر والمغرب بحيث يحضره العدد الكثير ويدرس في فنون منوعة من المتون والشروح المؤلفات ويعلق على الجمل ويوضح المسائل وينبه على الأخطاء ومنهم الشيخ محمد بن إبراهيم المهيزع - رحمه الله - وهو من المدرسين والقضاة وكان يقيم دروسا في مسجده وفي منزله ويستفيد منه الكثير ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن هويمل أحد قضاة الرياض قرأ عليه في المسجد وغيره وإن كان قليل التعليق لكنه يفيد على الأخطاء ويوضح بعض المسائل الخفية وفي آخر حياته ثقل سمعه واشتد مرضه ثم توفي رحمه الله تعالى في عام 1415هـ وقد استفاد أيضا من الزملاء والجلساء الذين سعد بالاقتران بهم وقت الدراسة ووفق بالقراءة معهم والمذاكرة في أغلب الليالي وفي أيام الاختبارات ومنهم الشيخ فهد بن حمين الفهد والشيخ عبد الرحمن محمد المقرن رحمه الله والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان والشيخ محمد بن جابر - رحمه الله - وغيرهم ممن سبقوه بالقراءة على المشايخ وتعلموا كثيرا مما فاته فأدركه بواسطتهم فكان يقرأ عليهم الشرح ويتلقى إصلاح بعض الأخطاء اللغوية والبحث في المسائل الخلافية ومعرفة الكتب المفيدة في الموضوع وكيفية العثور على المسألة في الكتب المتقاربة في الفقه الحنبلي وكذا معرفة طرق الاستفادة من كتب اللغة واختصاص كل كتاب بنوع من المواضيع ونحو ذلك مما يفوت من يقرأ بمفرده فلذلك ينصح المبتدئ أن يقترن في المذاكرة والاستفادة بمن هم أقدم منه في الطلب ليضم ما عندهم إلى ما عنده.
وقد ذكرنا أن أقدم هؤلاء المشايخ هو الشيخ عبد العزيز الشثري رحمه الله وقد بالغ في الثناء عليه ولما انتقل إلى الرياض عام 1374هـ استصحبه معه وذكر لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى بعض ما قرأ عليه وما وصل إليه مما جعل الشيخ يجعله مع أعلى التلاميذ عند تقسيمهم إلى سنوات في معهد إمام الدعوة العلمي وكان من آثار إعجابه أن طلبه ذلك العام لتولي القضاء ولكنه اعتذر بالدراسة والشوق إليها فعذره.
الأعمال التي تقلدها
أولها أن بعث مع هيئة الدعاة إلى الحدود الشمالية في أول عام 1380هـ بأمر الملك سعود وإشارة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ورئاسة الشيخ عبد العزيز الشثري رحمهم الله تعالى مع بعض المشائخ ولمدة أربعة أشهر ابتداء من حدود الكويت على امتداد حدود العراق وحدود الأردن وحدود المملكة شمالا وغربا وكثير من مناطق المملكة وقاموا بالدعوة والتعليم وتوزيع النسخ المفيدة في العقيدة وأركان الإسلام حيث إن أغلب السكان من البوادي عاشوا في جهل عميق فهم لا يعرفون إلا اسم الإسلام والصلاة والصيام ونحو ذلك ويجهلون الواجبات وما تصح به الصلاة ويقعون في الكثير من وسائل الشرك وأنواعه وقد بذلت الهيئة جهدا في تعليمهم ونفع الله الكثير ممن أراد به خيرا .
ثم تعين مدرسا في معهد إمام الدعوة في شعبان عام 1381هـ إلى عام 1395هـ قام فيه بتدريس الكثير من المواد كالحديث والفقه والتوحيد والتفسير والمصطلح والنحو والتأريخ وكتب مذكرات على أحاديث عمدة الأحكام بذكر الموضوع والمعنى الإجمالي وشرح الغريب وذكر الفوائد وكذا مذكرات على مواد الفقه والتوحيد والمصطلح لا يزال الكثير منها محفوظا عند الطلاب أو في المعاهد العلمية ثم في عام 1395هـ انتقل إلى كلية الشريعة بالرياض وتولى تدريس التوحيد للسنة الأولى وهو متن التدمرية وكتب عليه تعليقات كفهرس للمواضيع وعنوان للبحوث وكذا درس أول شرح الطحاوية.
ثم في عام 1402هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد باسم عضو إفتاء وتولى الفتاوى الشفهية والهاتفية والكتابة على بعض الفتاوى السريعة وقسمة المسائل الفرضية وبحث فتاوى اللجنة الدائمة التي يناسب نشرها وقراءة البحوث المقدمة للمجلة فيما يصلح للنشر وما لا يصلح ومازال هكذا حتى الآن وقد انتهت مدة خدمته في دار الإفتاء.
أما الأعمال الأخرى فقد تعين إماما في مسجد آل حماد بالرياض في شهر شوال عام 1389هـ حتى هدم المسجد وهدم الحي كله في عام 1397هـ وبعد عامين عين خطيبا احتياطيا يتولى الخطبة عند الحاجة ومازال كذلك إلى الآن حيث يقوم بخطبة الجمعة وصلاتها في الكثير من الجوامع عند تخلف الخطيب أو قبل تعيينه وقد يستمر في أحد الجوامع أشهرا أو سنوات ويتولى صلاة العيد في بعض المناسبات.
ويقوم أيضا متبرعا بالتدريس في المساجد ابتداء بدرس الفرائض في عام 1387هـ لعدد قليل ثم بتدريس التوحيد والأصول الثلاثة وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية ونحوها لعدد كثير في مسجد آل حماد في آخر عام 1389هـ.
وقد حصل إقبال شديد على تلك الحلقات وكان أغلب الطلاب من مدرسة تحفيظ القرآن الذين توافدوا من جنوب المملكة ومن اليمانيين الوافدين لأجل التعلم وقد أقام تلك الدروس بعد الفجر أكثر من ساعة أو ساعتين وبعد الظهر كذلك وبعد العصر غالبا وبعد المغرب إلى العشاء واستمر ذلك حتى هدم المسجد المذكور حيث نقلت الدروس إلى مسجد الحمادي حيث توافد إليه الطلاب كثرة في أغلب الأوقات للدراسة في العلوم الشرعية كالحديث والتوحيد والفقه وأصوله والمصطلح وغيرها.
ثم في عام 1398هـ رغب إليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أن يقوم في غيبته بالصلاة في الجامع الكبير كإمام للصلوات الخمس فقام بذلك وكان يتولى الصلاة بهم إماما كل وقت ماعدا خطبة الجمعة وصلاتها ومن ثم نقلت الدروس إلى مسجد الجامع الكبير والذي عرف بعد ذلك بجامع الإمام تركي بن عبد الله رحمه الله وفي حالة حضور سماحة الشيخ يقوم بصلاة العشائين هناك وإلقاء الدروس بينهما وبقية الأوقات ويلقي الدروس في مسجد الحمادي بعد العصر والمغرب وبعد الفجر غالبا .
ثم في عام 1398هـ رغب إليه بعض الشباب في درس بعد العشاء في المنزل يتعلق بالعقيدة فلبى طلبهم وابتدأ بالعقيدة التي كتبها الشيخ ابن سعدي وطبعت في مقدمة كتابه القول السديد وقد كثر عدد الطلاب وتوافدوا من بعيد ولم يزالوا إلى الآن.
وقد انتقل عام 1402هـ إلى منزله الحالي في السويدي فنقل الدرس هناك في ليلتين من كل أسبوع وقد قرأوا في هذه المدة نظم سلم الوصول وشرحه معارج القبول في مجلدين ورسالة الشفاعة للوادعي وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وشرح ثلاثة الأصول له كما قرأوا في الفقه نظم الرحبية في المواريث ومنار السبيل شرح الدليل لابن ضويان حتى كمل والحمد لله.
ولما ضاق المنزل نقلوا الدرس إلى المسجد المجاوره ويعرف بمسجد البرغش كما نقل فيه الدروس الأسبوعية بعد الفجر وبعد المغرب أي بعد هدم المسجد الكبير عام 1408هـ وقد قرأوا في هذه الأوقات كثيرا من الأمهات كالصحيحين وشرح الطحاوية وشرح الواسطية لابن سلمان ولابن رشيد وبعض زاد المعاد وجميع بلوغ المرام وزاد المستقنع وبعض سنن أبي داود والترمذي وموطأ مالك ورياض الصالحين وبعض نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار وبعض سنن الدارمي وترتيب مسند الطيالسي وشرح كامل منتقى الأخبار لأبي البركات وكتاب الدين الخالص لصديق حسن خان وفي المصطلح متن نخبة الفكر ومتن البيقونية وفي النحو متن الآجرومية وبعض ألفية ابن مالك وفي أصول الفقه متن الورقات لإمام الحرمين وغير ذلك من المتون والشروح الكثيرة.
وفي عام 1382هـ أسس بعض المحسنين مدرسة خيرية أسموها (دار العلم) فأقبل إليها العدد الكثير من الطلاب صغارا وكبارا وتولى المترجم له فيها التدريس في المواد الدينية كالحديث والتوحيد والفقه حسب مدارك الطلاب وأقام الشباب فيها ناديا أسبوعيا يستمر بعد العشاء ليلة كل جمعة لمدة ساعتين يحضره غالبا ويلقى فيه بعض الكلمات ويجيب على الأسئلة الدينية والاجتماعية.
وفي عام 1398هـ قام فيها بدرس أسبوعي يحضره العدد الكثير واستمر حتى هذا العام حيث نقل إلى أقرب مسجد هناك حولها ولا يزال وقد أكملوا فيه قراءة الصحيحين وابتدأوا في سنن الترمذي وتولى القراءة عليه فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن غيث وشاركه في أول الأمر الشيخ الدكتور محمد بن ناصر السحيباني حتى انتقل إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة.
ثم خلفه الشيخ الدكتور فهد السلمة حتى انشغل بالتدريس في كلية الملك فهد الأمنية والطريقة أن يقرأ الباب ثم يشرحه بإيضاح مقصد المؤلف وبيان ما تدل عليه الأحاديث وفي حدود عام 1403هـ رغب إليه بعض الشباب من سكان حي العليا أن يلقى عندهم درسا أسبوعيا في العقيدة ودرسا في الحديث فابتدأ الدرس في مسجد متوسط في الحي أشهرا ثم انتقلوا إلى مسجد الملوحي مدة طويلة ثم إلى مسجد السالم حيث استمر الدرس فيه سنوات ثم انتقل بهم إلى مسجد الملك عبد العزيز ثم إلى جامع الملك خالد وقد أكملوا في هذه المدة متن لمعة الاعتقاد والعقيدة الواسطية وكتاب التوحيد ومتن التدمرية وبعض بلوغ المرام وشرح عمدة الفقه قسم العبادات وبعض الروض المربع قراءة وشرحا .
وفي عام 1409هـ رغب إليه بعض الأخوان أن يقرر درسا أسبوعيا في مسجد سليمان الراجحي بحي الربوة قراءة وشرحا وذلك أن المسجد مشهور ويحيط به أحياء واسعة مكتظة بالسكان المحبين للعلم فلبى طلبهم وابتدأ في شرح الطحاوية فأكمله وفي عمدة الأحكام في الحديث فأكملها وفي كتاب السنة للخلال ثم كتاب السنة لعبد الله بن أحمد ولا يزال يقرأ فيه ويتولى القراءة غالبا إمام المسجد صالح بن سليمان الهبدان أو مؤذن المسجد ويختم الدرس قرب الإقامة بالإجابة على أسئلة مقدمة من الحاضرين ويتكاثر العدد في هذا الدرس فربما زادوا على الخمسمائة ولا يتوقف إلا في أيام الاختبارات ثم يستأنف بعدها .
وفي عام 1409هـ رغب إليه سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله- أن يلقي درسا في مسجد سوق الخضار بعتيقة لكثرة من يصلي فيه فلبى رغبته وأقام فيه درسا أسبوعيا لكن إنما يحضره القليل من الطلاب لانشغال أهل الأسواق بتجارتهم واستمر هذا الدرس في الفقه والتوحيد كما أنه في هذه السنين يقوم غالب الأسابيع بإلقاء محاضرات في مساجد الرياض النائية التي يكثر فيهاالمصلون ولا يلقى فيها دروس فيتواجد العدد الكثير غالبا في المحاضرة التي تتعلق بالعبادات والمعاملات وما يحتاج إليه الناس ويشترك أيضا في الندوات التي تقام أسبوعيا في المسجد الجامع الكبير المعروف بجامع الإمام تركي والتي ابتدأت من أكثر من عشرين عاما ويعلق عليها غالبا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- والآن يعلق عليها سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله.
ولما أقيم مسجد عبد الله الراجحي في شبرا بالسويدي ناسب أن تجمع فيه الدروس التي كانت متفرقة في المساجد بعد الفجر وبعد المغرب وبعد العشاء أغلب الأيام وأقيم حوله سكن للطلاب المتغربين.
وهناك أعمال أخرى قام بها منها التدريس في المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وذلك في عام 1408هـ حيث أسند إليه درس الفقه للسنة الأولى ويسمى السياسة الشرعية وهو ما يتعلق بالمعاملات وأحكام التبادل بمعدل درسين في الأسبوع وفي نهاية العام وضع أسئلة الاختبار وصحح الأجوبة كالمعتاد .
ثم في العام بعده قام بهذا الدرس ومعه درس آخر للسنة الثانية ويعرف بالأحوال الشخصية وله ثلاث حصص كل أسبوع وطريقة الإلقاء اختيار جمل من الكتاب المقرر وذكر ما فيها من الخلاف وسرد أدلة الأقوال مع الجمع والترجيح ووجه الاختيار .
وفي السنة بعدها اقتصر على الدرس الأول وهو السياسة الشرعية ثم توقف بعدها عن هذا التدريس (ومنها) الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه التابعة للجامعة المذكورة وذلك طوال هذه السنين أي بعد الانتقال من الجامعة إلى رئاسة البحوث العلمية كما سبق لم يتخل عن أعمال الجامعة وذلك في كل عام يلتزم بالإشراف على ثلاث رسائل أو أربع يقوم بتوجيه الطالب وإرشاده إلى مراجع البحث في الأمهات حسب علمه ويقرأ ما يقدمه كل شهر من بحثه ويبين ما فيه من خطأ ونقص ويجتمع به غالبا كل أسبوع أو نحوه ويرفع عنه للجامعة تقريرا عن سيره وما يعوقه وفي النهاية يكتب عن رسالته ومدى صلاحيتها للتقديم ويحضر عند المناقشة وتقويم الرسالة .
كما يقوم أيضا بمناقشة بعض الرسائل المقدمة للجامعة كعضو فيها ويبدى ما لديه من الملاحظات ويحضر تقويم الرسالة كالمعتاد (ومنها) القيام بالدعوة داخل المملكة بإلقاء محاضرات أو خطب أو إجابة على الأسئلة وذلك كل شهر أو شهرين حيث يزور البلاد القريبة من الرياض فيلقي محاضرة في معهد أو مركز صيفي وفي مسجد جامع ويجتمع بالأهالي ويبحث معهم في مشاكل البلاد وعلاجها وقد تستمر الرحلة أسبوعا أو أكثر للتجول في البلاد النائية وزيارة بعض الدوائر الحكومية للمناصحة والإرشاد فيلقى تقبلا وتشجيعا وترغيبا في الاستمرار وقد تكون الزيارة رسمية وتحدد المدة من مركز الدعوة أو إدارة الدعوة في الداخل (ومنها) الاشتراك في التوعية في الحج وذلك زمن أن كان تبع الجامعة حتى عام 1403 هـ وذكر منافع الحج والعمرة وإيضاح الأهداف من هذه الأعمال وتفقد آثارها بعد انقضائها والإجابة على الأسئلة التي تتعلق بالمقام وذلك لمدة شهر كامل.
وقد تعذر عليه الاشتراك في هذا بعد الالتحاق بالرئاسة بسبب الإقامة في المكتب للحاجة الماسة إليه هناك وقام في السنوات الأخيرة بالحج مع بعض الحملات الداخلية التي تجمع حجاجا من الرياض وكان يتولى معهم الإجابة على الأسئلة وإلقاء كلمات توجيهية كل يوم مرة أو مرتين ويقوم بزيارة بعض الحملات الأخرى في الموسم فيفرحون بذلك العمل.
مؤلفاته
أولها البحث المقدم لنيل درجة الماجستير في عام 1390هـ (أخبار الآحاد في الحديث النبوي) وقد حصل على درجة الامتياز رغم إنه كتبه في مدة قصيرة ولم تتوفر لديه المراجع المطلوبة وقد طبع عام 1408هـ في مطابع دار طيبة ثم أعيد طبعه مرة أخرى وهو موجود مشهور ولم يتيسر له التوسع فيه قبل طبعه لاحتياجه إلى مراجعة وتكملة .
وقد حمله على الكتابة فيه محبة الحديث وفضله وما رآه في كتب المتكلمين والأصوليين من عدم الثقة بخبر الواحد سيما إذا كان متعلقا بعلم العقيدة وقد رجح قبوله في الأصول كالفروع.
وفي عام 1398هـ كلف بكتابة تتعلق بالمسكرات والمخدرات لتقديمها للمؤتمر الذي عقدته الجامعة الإسلامية في ذلك العام فكتب بحثا بعنوان (التدخين مادته وحكمه في الإسلام) وهو بحث متوسط وفيه فوائد وأحكام زائدة على ما كتبه الآخرون وقد أعجب به المشايخ المشاركون في موضوع الدخان وقد طبعته مطابع دار طيبة عدة طبعات وهو مشهور متداول وإن كان مختصرا لكن حصل به فائدة لمن أراد الله به خيرا .
وفي عام 1402هـ رفع إليه كلام لبعض علماء مصر ينكر فيه إثبات الصفات ويرد الأدلة ويتوهم إنها توقع في التشبيه وكذا يميل إلى الشرك بالقبور ويمدح الصوفية وقد لخص كلامه بعض الأخوان في أربع صفحات وأرسلها لمناقشتها فكتب عليه جوابا واضحا وتتبع شبهاته وبين ما وقع فيه من الأخطاء بعبارة واضحة ومناقشة هادئة وطبع ذلك البحث في مجلة البحوث الإسلامية العدد التاسع ثم أفرده بعض الشباب بالطبع في رسالة مستقلة بعنوان (الجواب الفائق في الرد على مبدل الحقائق) وهو موجود متداول طبعته مؤسسة آسام للنشر وكتب أيضا مقالا يتعلق بمعنى الشهادتين وما تستلزمه كل منهما وطبع في مجلة البحوث العدد السابع عشر ثم أفرده بعض التلاميذ بالطبع بعنوان (الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما) وطبع في عام 1410هـ في مطابع دار طيبة في 90صفحة من القطع الصغير وقد التزم فيه وفي غيره العناية بالأحاديث للاستدلال بها وتخريجها مع ذكر درجتها باختصار.
وفي عام 1391هـ قام بتدريس متن لمعة الاعتقاد لابن قدامة لطلاب معهد إمام الدعوة العلمي وكتب عليها أسئلة وأجوبة مختصرة تتلاءم مع مقدرة أولئك الطلاب في المرحلة المتوسطة ومع ذلك فإنها مفيدة لذلك رغب بعض الشباب القيام بطبعها فطبعت بعنوان (التعليقات على متن اللمعة) عام 1412هـ في مطبعة سفير والناشر دار الصميعي للنشر والتوزيع وقد وقع فيها أخطاء تبع فيها ظاهر المتن والأدلة وقد أعيد طبعها مع إصلاح بعض الأخطاء.
وقد قام فيها بتخريج الأحاديث التي استشهد بها ابن قدامة تخريجا متوسطا حسب مدارك التلاميذ وفي عام 1399هـ سجل في كلية الشريعة لدرجة الدكتوراه واختار (تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي) وهو أشهر شروحه التي تبلغ الثلاثمائة بعد المغني لابن قدامة واقتصر في الرسالة على أول الشرح إلى النكاح دراسة وتحقيقا ونوقشت الرسالة كما تقدم ثم كمل تحقيق الكتاب وطبع في مطابع شركة العبيكان للنشر والتوزيع في سبعة مجلدات كبار وتم توزيعه وبيعه في أغلب المكتبات الداخلية وهو موجود متداول والحمد لله.
وقد اعتنى في هذا الشرح بتخريج الأحاديث والآثار الكثيرة التي يوردها الشارح وقام بترقيمها فبلغ عددها كما في آخر المجلد السابع 3936 وإن كان فيه بعض التكرار القليل وقد بذل جهدا في هذا التخريج بمراجعة الأمهات وكتب الأسانيد التي تيسرت له للرجوع إليها وهي أغلب المطبوعات وذكر رقم الحديث إن كان الكتاب مرقما أو الجزء والصفحة وذكر اختلاف لفظ الحديث إن كان مغايرا لما ذكر الشارح وذكر من صحح الحديث من المتقدمين أو ضعفه كالترمذي والحاكم والذهبي وابن حجر والهيثمي وإن كان في أحد الصحيحين لم يذكر ما قيل فيه للثقة بهما.
وحيث إنه بدأ دراسته في الصغر بكتب الحديث كما تقدم فقد أورث ذلك له شوقا إلى كتابة الحديث فحرص على اقتناء الكتب القديمة التي يهتم مؤلفوها بالأحاديث النبوية ويوردونها بأسانيدها المتصلة كما أحب كل ما يتعلق بالحديث من كتب المصطلح وعلل الحديث وكتب الجرح والتعديل ونحوها وذلك أن هذا النوع هو الدليل الثاني للشريعة أي بعد كتاب الله تعالى ولأن علماء الأمة أولوه عناية تامة حتى قال بعضهم إن علم الحديث من العلوم التي طبخت حتى نضجت ولأن هناك من أدخل فيه ما ليس منه برواية أحاديث لا أصل لها من الصحة فقد قيض الله لها نقادها من العلماء الذين وهبهم الله من المعرفة بالصحيح والضعيف ما تميزوا به على غيرهم وقد عرفنا بذلك جهدهم وجلدهم وصبرهم على المشقة والسفر الطويل والتعب والنفقات الكثيرة مما حملهم عليه الحرص على حفظ سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتنقيتها مما ليس منها.
وقد يسر الله في زماننا هذا طبع هذه الكتب وفهرستها وتقريبها بحيث تخف المؤنة ويسهل تناول الكتاب ومعرفة مواضع البحوث بدون تكلفة والحمد لله، هذا وقد كان ألقى عدة محاضرات في مواضيع متعددة وتم تسجيلها في أشرطة ثم إن بعض التلاميذ اهتم بنسخها وإعدادها للطبع وقد تم طبع رسالتين الأولى بعنوان (الإسلام بين الإفراط والتفريط) في 59 صفحة والثانية بعنوان (طلب العلم وفضل العلماء) في 51 صفحة وكلاهما طبع عام 1313هـ في مطبعة سفير والناشر دار الصميعي للنشر والتوزيع وأما التسجيل فإن التلاميذ قد أولوه عناية شديدة وذلك بتتبع الدروس والمحاضرات وتسجيلها في أشرطة ثم الاحتفاظ بها ومن ثم نسخ ما تيسر منها للتداول وللطبع وقد سجل شرح زاد المستقنع وشرح بلوغ المرام وشرح الورقات في الأصول وشرح البيقونية في المصطلح وشرح منار السبيل في الفقه وشرح الترمذي وثلاثة الأصول ومتن التدمرية وغيرها كثير، ويباع كثير من الأشرطة في التسجيلات الإسلامية في الرياض وغيرها. وقد فرغ كثير منها وطبع بعناوين متعددة تتعلق بالصيام والحج والصلاة والزكاة وغيرها.
أما الكتابات السريعة فكثيرة فإن هناك العديد من الطلاب يحرصون على تحصيل جواب مسألة أو فتوى في مشكلة ويرفعونها إليه وبعد كتابة الجواب وتوقيعه ينشرونه في المساجد والمكاتب والمدارس فيتداول ويحصل له تقبل وفائدة محسوسة لثقتهم بالكاتب كما أن الكثيرين من الشباب الذين أعطوا موهبة في العلم إذا كتب أحدهم رسالة أو كتيبا رغب إليه أن يكتب له مقدمة أو تقريظا فيصرح باسمه في عنوان الرسالة ويكون ذلك أدعى لروجانه والإقبال عليه والاستفادة وهناك من العلماء من يساهم في بث تلك النشرات التي لها مسيس ببعض الأوقات كالمخالفات في الصلاة وأحوال الاقتداء بالإمام والمخالفات في الصيام وفي الحج وأعمال عشر ذي الحجة والمقال في التيمم ومتى يرخص فيه ونحوها فتطبع في مواسمها ويوزع منها ألوف كثيرة رجاء الانتفاع بها.
وهناك من العلماء من أخذ تلك النشرات وأودعها بعض مؤلفاته كالشيخ عبد الله بن جار الله -رحمه الله- وغيره ممن كتبوا في تلك المواضيع وضمنوها بعض ما كتبه المترجم له للاستفادة، وأما العلماء الأكابر فإن المناقشين لرسالة أخبار الآحاد بعد إقرارها كتبوا عنها تقريرا مفيدا يمكن الحصول عليه من المعهد المذكور حيث كتبوه عام 1390هـ وهكذا الذين ناقشوا كتاب شرح الزركشي وهم الشيخ صالح بن محمد اللحيدان والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مع المشرف الدكتور عبد الله بن علي الركبان فقد قرروا الكتاب الذي ناقشوه من أول الشرح إلى النكاح وكتبوا عنه صلاحيته للنشر وحرص الأكثر على الحصول عليه قبل طبعه وتقبله أكابر العلماء وأقروا العمل الذي قام به تجاهه ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وسائر هيئة كبار العلماء ويمكن مراجعتهم لتقييمها وما لوحظ عليها وما تميزت به ولم يعرف أحد أبدى انتقادا لما نهجه في هذه الكتب المتعلقة بالحديث والمصطلح.
أما المنهج فقد سلك في تحقيق الزركشي الخطة التي رسمت في المخطط والموجود في المقدمة وقد حرص على البحث عن الأحاديث وأنها التي يستدل بها وقابلها على أصولها كما حرص على التعليق على ما يحتاج إلى تعليق من نقل أو مخالفة أو خلاف في مسألة وأما الشروح الأخرى كشرح اللمعة القديم والبيقونية والورقات والتوحيد والبلوغ والمنتقى...إلخ فإنه يرتجلها ارتجالا ويوضح العبارة التي في المتن بالأمثلة ويذكر الخلاف المشهور ويبين المختار عنده حتى لا يقع الطالب في حيرة ويتوسع أحيانا في الشرح بذكر ماله صلة بذلك الحديث أو تلك المسألة.
وقد تميزت هذه الكتب والشروح بوضوح العبارة وبذكر الأدلة ومناقشتها وبالتعليل إن وجد والحكمة من شرعية هذا الحكم والتوسع في ذكر الأمثلة فلا جرم صار عليها إقبال شديد حيث نسخ كثير من الطلاب بعض تلك الأشرطة بشرح منار السبيل وقد بلغ ما نسخوه عدة مجلدات وحرص الكثير على تصويره واقتنائه حيث وجدوا فيه مسائل واقعية ومعالجة لبعض المشاكل المتمكنة في المجتمع وتحذير من بعض الحيل والمكائد التي يستغلها بعض الناس ونحو ذلك من المميزات الكثيرة .
أما استقصاء المعلومات عند الكتابة فهذا يكون في الشرح الارتجالي كشرح أحاديث مسلم والترمذي ومنتقى الأخبار وأما الكتابة فالغالب الاقتصار على القدر المطلوب في السؤال دون استقصاء وتوسع في الجواب وكذا الإملاء إذا كان الجواب ارتجاليا كما وقع في الأسئلة التي طبعت بعنوان (حوار رمضاني) الذي طبعته مؤسسة آسام للنشر عام 1312هـ في 28 صفحة بقطع صغير وكذا في أسئلة متعلقة برمضان وقيامه والقراءة في القيام ودعاء الختم ونحوه حيث ألقى بعض الشباب 36 سؤالا وقد كتب عليها جوابا متوسطا ثم قام السائل وهو سعد بن عبد الله السعدان بتحقيقها وتخريج أحاديثها وطبعت بعنوان (الإجابات البهية في المسائل الرمضانية) نشر دار العاصمة مطابع الجمعة الإلكترونية عام 1413هـ 103 صفحة .
وبكل حال فإنها تختلف الدوافع إلى الكتابة وحال المستفيد فأما الصعوبات فإن الرسالة الأولى وهي (أخبار الآحاد) كتبها في زمن قصير وكانت المراجع قليلة أو مفقودة عنده فلا جرم لقي مشقة في البحث عن مواضع المسائل واضطر إلى الاختصار رغم سؤال المشرف وغيره فأما شرح الزركشي فقد لقي أيضا فيه صعوبة لسعة الكتاب وكثرة نقوله وندرة الكتب التي نقل عنها وعدم بعض المراجع للأحاديث التي يستشهد بها معتمدا على كتب الفقهاء التي لا تعزو الأحاديث إلى مخرجها فيحتاج إلى صعوبة في البحث في كتب الفهارس والتخريج التي تذكر المشاهير من الأدلة دون النادر منها ولكن الله أعان على الكثير وحصل التوقف في البعض الذي لم يعثر على أصوله كأول سنن سعيد بن منصور وكسنن الأثرم ومسند إسحاق ونحو ذلك ولو وجد من ينقلها لكن مع قصور واختصار وأما علم المصطلح فإن مراجعه كثيرة وكتبه متوفرة والغالب إنها متوافقة فيه وإن وجد في بعضها زيادة خاصة فلذلك يمكن الاختصار فيها ويمكن التوسع بذكر الأمثلة ولم يكتب فيها سوى شرح البيقونية وهو الآن يحقق ويعد للطبع وهو مجرد إيضاح للتعاريف المذكورة في النظم وقد تم طبعه ونشره.
وأما المشكلات التي تواجه من كتب في علم المصطلح فهي كثرة الكتب في الموضوع التي يلزم منها كثرة التعريف ووجود الفرق بينها حتى يحتار الكاتب في اختيار ما يناسب المقام ولكن الأجلاء من المحدثين قد ناقشوا التعريفات الاصطلاحية وذكروا ما يرد عليها والجواب عنه لكن قراءة ذلك كله تستدعي وقتا طويلا فالطالب إذا اقتصر على المختصرات التي كتبها أئمة هذا الفن كالنخبة والبيقونية وألفية العراقي والسيوطي رأى في ذلك كفاية ومقنعا .
وحيث إن هذا النص قد أكثر فيه العلماء من الكتب فإن أشهر كتبه التي تحتوي على ما يوضحه ويجلى معانيه هي الكتب الواسعة مثل تدريب الراوي شرح تقريب النواوي للسيوطي ومثل توجيه النظر لبعض علماء الجزائر ومثل توضيح الأفكار للأمير الصنعاني وإن كان بعضها ينقل من بعض ومن المعاصرين الشيخ صبحي الصالح فقد كتب مؤلفا في علوم الحديث ومصطلحه وذكر أشياء زائدة على ما كتبه الأولون لوجود كثير من المراجع التي توفرت له والأدلة التي أمكنه أن يستدل بها وبكل حال فالباحث في الموضوع يحسن أن يلم بكتب المتقدمين الذين وضعوا هذا الاصطلاح ثم من بعدهم.
المصدر: موقع لجينيات

إقرأ المزيد...

الاثنين، يونيو 29، 2009

و أمطرت لؤلؤاً _للخليفه و الشاعر يزيد بن معاويه

هذه القصيدة عنيت بها كتب البلاغة العربية ،لأمتلائها بالصور والتشبيهات والأستعارات اللغوية التي يتذوقها الدارسون .
والقصيدة لثاني خلفاء الدولة الاموية الخليفة يزيد بن معاوية عاش حياة الاباطره والملوك لكن هذه الحياة لم تنعكس سلبا على شاعريته الفطريه ، كان يعد مع قيس بن الملوح فرسان القصيده العاطفيه في زمانهم رغم مرور زمنا طويلاً على وفاته إلا أنه لازال البيت الشعري الذي قاله يزيد يثري كتب الشعر والبلاغه كلها ..
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ،،،، ورداً وعضت على العناب بالبرد

هنا الشاعر قام بوصف حبيبته وهي تبكي فصور دموعها (لؤلؤا)،وعينيها(نرجس)، وخديها (وردا)، وشفتيها(عناب)،وأسنانها(برداً)اي ثلج ، وكل هذه الصور المجتمعة قد جاءت في بيت واحدا..
خمسة اوصاف في بيت واحد وهذا المجال الشعري والوصفي لم ينجح فيه الا اثنين فقط هما يزيد بن معاويه
وامرؤ القيس الذي له البيت الشعري الذي لاينسى وقد قاله وهو يصف حصانه :

مكر مفر مقبل مدبر معا ،،،، كجلمود صخر حطه السيل من عل

و اترككم الأن مع القصيده

..
نالت على يدهـا مالـم تنلـه يـدي ،،،، نقشاً على معصمٍ أوهت بـه جلـدي
كأنـهُ طُـرْقُ نمـلٍ فـي أناملهـا ،،،،أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبـردِ
وقوسُ حاجبهـا مِـنْ كُـلِّ ناحيـةٍ ،،،، وَنَبْـلُ مُقْلَتِهـا ترمـي بـه كبـدي
مدتْ مَوَاشِطها فـي كفهـا شَرَكـاً ،،،، تَصِيدُ قلبي بها مِـنْ داخـل الجسـد
إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ مـا طلعـتْ ،،،، من بعدِ رُؤيَتها يومـاً علـى أحـدِ
سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُـرَّ بِنـا ،،،، من رام مِنا وِصـالاً مَـاتَ بِالكمـدِ
فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحـبِ مـاتَ جَـوَىً ،،،، من الغرامِ ، ولم يُبْـدِئ ولـم يعـدِ
فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِـنْ زَلَـلٍ ،،،، إن المحـبَّ قليـل الصبـر والجلـدِ
قد خَلفتنـي طرِيحـاً وهـي قائلـةٌ ،،،، تَأملوا كيف فِعْـلُ الظبـيِ بالأسـدِ
قالتْ:لطيف خيالٍ زارنـي ومضـى ،،،، بالله صِفهُ ولا تنقـص ولا تَـزِدِ
فقال:خَلَّفتُهُ لـو مـات مِـنْ ظمَـأٍ ،،،، وقلتُ :قف عن ورود الماء لم يرِدِ
قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ ،،،، يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ علـى كبـدي
واسترجعتْ سألتْ عَني ، فقيل لهـا ،،،، ما فيه من رمقٍ .. و دقـتْ يـداً بِيَـدِ
وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ ،،،، ورداً ، وعضتْ على العِنابِ بِالبـردِ
وأنشـدتْ بِلِسـان الحـالِ قائـلـةً ،،،، مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْـلٍ ولا مـددِ
واللهِ مـا حزنـتْ أخـتٌ لِفقـدِ أخٍ ،،،، حُزنـي عليـه ولا أمٌ علـى ولـدِ
إن يحسدوني على موتي ، فَوَا أسفي ،،،،حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسـدِ

إقرأ المزيد...

الخميس، يونيو 18، 2009

وقتُنا..فيمَ يُنفق؟

أورد صاحب دليل التدريب القيادي [كتاب للمؤلف هشام الطالب، طبعة المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ص 196] الجدول التالي، و الذي يبين الوقت الذي تأخذه بعض النشاطات ـ .

التي لا نلقي لها بالاً في فترة حياة متوسطة:

انتظار إشارات المرور = شهر واحد
الوقت الذي تقضيه في محل الحلاقة = شهر واحد
ضغط أرقام الهاتف = شهر واحد
ركوب المصعد في المدن الكبرى = 3 شهور
تنظيف الأسنان بالفرشاة = 3 شهور
انتظار الحافلات (في المدن) = 5 شهور
الوقت الذي تقضيه في الحمام = 6 شهور
قراءة الكتب = سنتان
تناول الطعام = 4سنوات
كسب الرزق = 9 سنوات
مشاهدة التلفزيون = 10 سنوات
النوم = 20 سنة
لبس الأحذية = 8 أيام

(تختلف النسب من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر)
الجدول السابق يبين أننا إذا أردنا أن ننجز عملاً فينبغي أن نوجد له وقتاً ولا ننتظر حتى يعرض الوقت المناسب علينا نفسه لأن ذلك لن يحدث

إقرأ المزيد...

الثلاثاء، يونيو 09، 2009

مراجعات عاطفية

من شعر / الوديع
ماذا ترى لو كنت في لجج الهوى
أتكون مظلوما أم أنك ظالما
لا لن تكون متيما كلفا بها
فمن الحماقة أن تكون متيما
ولقد غوى خلق من أصحاب الهوى
أما ذوي الرأي السديد فقلما
لو صادفة عيناك يوما عاشقا
لحلفت أن لدى المعنى مأتما
فتراه يلطم خده لغيابها
لكأنه ذاق الصبابة علقما
ويخون بالطرف الكليل إذا بدت
وإن أومأت فيكاد يقتله الظما
ويتيه دهرا في مغالبة الكرى
حتى يجود عليه من رفع السما
ما في الغرام من الغرابة مثلما
أن ليس في شرع المحبة مجرما

وكذاك لم أرى في الصبابة هائما
لا والذي خلق الندامة نادما
إن غاب عنها بات يحرقه النوى
وإذا رآها لم يزل متألما
والدمع في دين الغرام فريضة
إن كنت لا تبكي فلست بمسلما
فاربأ بنفسك أن تكون كمن هوى
واصعد بأفعال الرجال السلما
إن كان حربا فلتكن شيخ الوغى
أو كان سلما فلنجدك مسالما
لا ترضى في الدنيا بعيش مذلة
ولوي الصعاب ولا تكن مستسلما
وإذا مررت بغافل ركب الهوى
فاعبر سبيل الفاتنات لتسلما
وكن الخلي تكن من أصحاب النهى
ودع الشجي بشجوه مترنما
أتراك تكسب بالصبابة مغنما
أم أنت تخسر بالعفاف دريهما

إقرأ المزيد...

الاثنين، يونيو 08، 2009

رسالة من صديق حميم ..

الأثر النفسي لقراءة سورة الفاتحة
نذكر في هذه المقالة إخوتنا القراء ببعض خصائص سورة الفاتحة وقدرة هذه السورة على الشفاء، فهي الشافية وهي الكافية وهي أعظم سورة في القرآن.....

أعظم سورة في القرآن
يا ليت كل الناس يقرأون سورة الفاتحة كل يوم سبع مرات ليعالجوا الكثير من الأمراض وليصرفوا عنهم الكثير من الشرور دون أن يشعروا!
.
هذه السورة العظيمة هي أعظم سورة في كتاب الله تعالى، وهي التي لا تصح الصلاة إلا بها، وهي السورة التي جعلها الله أم القرآن وأم الكتاب وأم الشفاء.
فهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن عظمة هذه السورة فيقول: (ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته) [البخاري ومسلم].

للهداية إلى الطريق الصحيح
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملَك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) [مسلم].

ومعنى هذا الحديث أنك عندما تقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فهذا يعني أن الله سيهديك إلى الطريق الصحيح في حياتك وعملك ويهديك إلى اتخاذ القرار المناسب في كل شؤون حياتك، والهداية لا تقتصر على الهداية الدينية بل جميع أنواع الهداية تتحقق لك، فإذا أردت أن تقوم بعمل سوف تجد نفسك تتخذ القرار الصحيح وأن الله سيساعدك على ذلك، وإذا تعرضت لموقف صعب أو مشكلة سوف تجد أن الله يهديك إلى الحل الصحيح.

عندما تقرأ هذه السورة العظيمة سبع مرات بشيء من التدبر إنما تقوم بإيصال رسالة إيجابية إلى عقلك الباطن كل يوم سبع مرات مفادها أن الحمد لا يكون إلا لله تعالى لأنه رب هذا الكون ورب العالم ورب العالمين، فهو أكبر من همومك ومشاكلك، وهو الرحمن الرحيم الذي تحتاج لرحمته.

فعند قراءتك لهذه الآية (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سوف تحس بقوة غريبة، لأن الرحمن سبحانه وتعالى معك، سوف تحس بقربك منه، وأنه سيكون معك في أصعب المواقف، وهذا سيعطيك شعوراً كبيراً بالراحة النفسية ويزيل الاضطرابات مهما كان نوعها أو حجمها.

وعندما تقول (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فأنت توصل رسالة لعقلك الباطن والتي سيتأثر بها ويتفاعل معها بعد أيام معدودة، هذه الرسالة مفادها أنه يجب عليَّ أن أدرك أننا سنقف جميعاً يوم القيامة وهو يوم الدين أي اليوم الذي يوفّي الله فيه كل نفس ما كسبت وهو مالك هذا اليوم، وهو الذي سيحاسب الناس، ولذلك لا داعي لأن أحمل أي همّ ما دام الله تعالى سيعوضني خيراً، ومادام تعالى سيحاسب كل شخص على أخطائه ولن يظلم أحداً.

وأنت عندما تقول (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فأنت توصل رسالة إلى عقلك الباطن مفادها أن العبادة لا تكون إلا لله، وأن الاستعانة لا تكون إلا بالله، ومع تكرار هذه الرسالة الإيجابية تكون قد "غذّيت" دماغك بقناعة مهمة وهي أن معك الله، وهذا يمنحك الإحساس بالقوة، فأنت تستعين به على قضاء حوائجك وتستشيره في أي موقف تتعرض له، وتعتمد عليه في حل همومك ومشكلاتك، فهل هناك أجمل من هذا الإحساس؟

يقول عليما البرمجة اللغوية العصبية إن أهم شيء لتحقيق النجاح أن تحس بأنك فعلاً إنسان ناجح وقوي وتنمّي هذا الإحساس في داخلك حتى يصبح جزءاً منك، عزيزي القارئ أليست قراءة القرآن تقوم بهذا الغرض؟ أليس تدبر آيات القرآن يقوي لديك الإحساس بالنجاح في الدنيا والآخرة ويقوي إحساسك بأن الله تعالى معك في ثانية ولن يتخلى عنك؟

للتواصل مع الله!!!
هل فكرت أخي المؤمن أن تتواصل مع الله، أن تتحدث مع هذا الخالق العظيم، أن تترك كل الناس وتبقي علاقتك مع الله تعالى قوية سليمة؟ مرة قال لي أحدهم يجب عليك أن تقوي علاقاتك مع بعض الناس المهمين في المجتمع لتتمكن من الوصول إلى المال أو الشهرة، فقلت له ومن يقوي علاقتي مع الله تعالى؟!

ولذلك كنتُ حريصاً دائماً على أن تكون علاقتي مع الله قوية أولاً ثم ألتفت إلى الناس، ولكن للأسف أصبحت هذه القاعدة معكوسة اليوم، فتجد كثيراً من الناس يسارعون إلى تقوية علاقتهم مع أناس ضعفاء مثلهم لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، وينسون خالق السموات السبع تبارك وتعالى!

ولذلك يا أحبتي فإن قراءتكم لسورة الفاتحة بتدبر وتأمل هي نوع من التواصل مع قائل هذه السورة، وهي نوع من الإحساس بالقوة لأن الله سيكون معك ويحدثك بل ويثني عليك، وتصور أن الله تعالى وكلما قرأت الفاتحة يكلم ملائكته عنك، ما رأيك بهذا الإحساس؟

ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قال الله: حمدني عبدي. فإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال: أثنى علي عبدي. فإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قال مجدني عبدي وإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ، قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل) [مسلم].

‏ للشفاء والوقاية
فمن خلال تجربتي مع هذه السورة العظيمة وجدتُ بأن قراءة الفاتحة سبع مرات صباحاً ومساءً يمكن أن تعطي نتائج طيبة في الشفاء والوقاية. فليس ضرورياً أن تكون مريضاً حتى تقرأ الفاتحة بنية الشفاء، إنما ينبغي على كل منا أن يكرر قراءة الفاتحة سبع مرات وبصوت مسموع وأن يتأمل معانيها ويحاول أن يتأثر فيها، وسوف تكون هذه القراءة بشرط أن يواظب عليها كل يوم ستكون سبباً في وقاية الإنسان من الأمراض، وسوف تعطيك مناعة تجاه مختلف الأمراض، ولكن بشرط أن تقتنع بأن هذه السورة هي الشافية.

عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏‏قال:‏ ‏(كنا ‏ في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وإن ‏‏نفرنا غيب ‏ ‏فهل منكم ‏ ‏راقٍ ‏ ‏فقام معها ‏‏رجل ‏‏ما كنا ‏نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ‏ ترقي قال لا ما ‏رقيت إلا ‏بأم الكتاب (وهي سورة الفاتحة) ‏قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما قدمنا ‏‏المدينة ‏‏ذكرناه للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال وما كان يدريه أنها ‏رقية ‏اقسموا واضربوا لي بسهم) [البخاري].

وهذا يدل على أن سورة الفاتحة هي رقية كاملة بحد ذاتها بشرط أن نكرر قراءتها أكبر عدد ممكن من المرات، لأن الله تعالى أودع في هذه السورة أسراراً خفية ولغة لا نفهمها نحن ولكن خلايا جسدنا تفهمها وتتفاعل معها، وقد أثبتنا في بحث آفاق العلاج بالقرآن التأثير المذهل لقراءة آيات القرآن على الخلايا المتضررة من الجسم وإعادة التوازن والنشاط لها.

اطردوا الشيطان من بيوتكم!
أحبتي! شئنا أم أبينا نحن نعيش مع عالم كامل من الجن والشياطين، وهذه المخلوقات لها قوانينها، ومن ضمن قوانين الشياطين أنه لا تستسيغ سماع القرآن وتنفر نفوراً شديداً من أي بيت يقرأ فيه القرآن، وبخاصة سورة البقرة.

فعن ‏ ‏أبي هريرة رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال‏: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة ‏ ‏البقرة) [مسلم]. فإذا أردت أن تطرد الشيطان الذي هو سبب رئيسي في إثارة الهموم المشاكل الأحزان والمخاوف، فما عليك إلا أن تقرأ سورة البقرة أو آيات منها.

وإذا لم تستطع قراءة السورة كاملة فيمكنك قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، فهما تكفيانك وسوف تتقي بهما من شر الأمراض وشر الشياطين وشر الاضطرابات النفسية، وهذا كلام مجرب. وقد ورد عن ‏ ‏أبي مسعود ‏‏رضي الله عنه أنه ‏قال:‏ ‏قال النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة ‏ ‏البقرة ‏ ‏في ليلة كفتاه) [البخاري].

هل تحب أن تدخل الجنة؟!
هناك إجراء بسيط جداً يمكّنك من دخول الجنة بسلام، ألا وهو قراءة أعظم آية من القرآن وهي آية الكرسي (الآية رقم 255 من سورة البقرة)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) [النسائي].

وأخيراً يا إخوتي لا تترددوا في قراءة الفاتحة والبقرة كل يوم ولن تخسروا شيئاً من الوقت بل إن الله تعالى سيبارك لكم في وقتكم وسوف يوفر عليكم الكثير من الأمراض والخسارة والمشاكل والهموم، إنه طريق السعادة، ألا وهو القرآن

إقرأ المزيد...

الأحد، يونيو 07، 2009

كيف نكتب حديثا صحفيا ؟

إضاءات تمهيدية :
تعددت الفنون الصحفية وتميز كل فن منها بميزات ووظائف تختلف من فن لآخر ؛ على الرغم من تداخل بعضها البعض .
وبعتبر الحديث الصحفي الأكثر أهمية بعد الخبر والذي يسمى بالحجر الأساسي للعمل الصحفي ، لما تعتمد عليه الفنون الصحفية الأخرى مثل التحقيق والاستطلاع .
ولمع بريق الحديث الصحفي في وسائل الإعلام منذ بدايتها ، لما تتصف به النفس البشرية من ميل شديد لمعرفة أحوال الغير ، وحب الاطلاع على ما يدور بينهم وفي دواخلهم ، لهذا فإن الحديث الصحفي بأنواعه يلبي تلك الحاجات ؛ بل يشبعها إن صح التعبير .
وتأتي أهمية الحديث الصحفي بأنه ليس في مقدور الجمهور أن يذهب إلى موقع الحدث الذي وردهم خبره ، لتتمحور في عقولهم أسئلة من هنا وهناك ..
واستفسارات شتى ، فيأتي دور الصحفي أو الإعلامي خلال تواجده على أرض الحدث ليوجه الأسئلة إلى شهود العيان ، وهذا بالطبع يشد انتباه الجمهور ، ويعزز ثقتهم بوسيلة الإعلام ، كما يشبع الحديث الصحفي رغبة أولئك الذين يحبون معرفة ما يحصل وما يدور في اذهان المسؤولين والمشاهير والنجوم .
والحديث الصحفي من أهم وأخطر وأكثر الأعمال وأدق المهام التي يقوم بها الصحفي ، لذا يجب اختيار صحفي خبير ومتمرس في العمل الصحفي كي يستطيع أن ينجح في مهمته .

تعريف الحديث الصحفي :
هو أحد الفنون الصحفية التي تعتمد الحوار واللقاء والمقابلة الصحفية مع شخصية أدبية أو سياسية أو رياضية أو شخص كان شاهدا على حدث ما ، وهو حديث غالبا ما يكون ثنائيا بين صحفي وشخصية معنية أو جماعيا بين صحفي ومجموعة ممن تجمعهم قضية أو ظاهر ، أو مجموعة صحفيين مع شخصية بارزة ن ويعد الحديث الصحفي من أكثر الفنون الصحفية جذبا للقارئ .

وظائف الحديث الصحفي :
يمكن أن نلخص وظائف الحديث الصحفي في نقاط ثلاث وهي :
1. عرض وجهات النظر عن قضية معينة بكل دقة وموضوعية ، ومن المصدر المعني نفسه من غير تأويل ، وبهذا يكون قد ساهم الحديث الصحفي بدفع الشائعات وإنهائها حال نشر الحديث المعني .
2. القيام بالنيابة عن الجمهور بإلقاء الأسئلة الكامنة في عقولهم على الشخصية المراد الحديث معها أو الاستفسار حول قضية من خلالها .
3. يساهم في إلقاء الضوء على حياة الشخصيات المسؤولة أو النجوم والمشاهير الخاصة ، بالإضافة إلى أنه يبرز للمجتمع شخصيات مبدعة وفاعلة في المجتمع ولكنها لم تأخذ فرصتها في الظهور .

أنواع الحديث الصحفي :
عندما يقرأ القارئ جملة "الحديث الصحفي" يتبادر إلى ذهنه أنه هو ذلك النوع المعهود إعلاميا من نقل الخبر وإذاعته ، ولكن في حقيقة الأمر للحديث الصحفي خمسة انواع لكل نوع تأثيره في جماهيره وسنذكر كل نوع على حدى على وجه الإيجاز :
أولاً / حديث الخبر : في هذا النوع يركز الصحفي على استخلاص الأخبار من الحديث الصحفي ، كما يركز على استقصاء المعلومات والبيانات ، ويتم ذلك من خلال إجراء الأحاديث الصحفية مع شهود العيان للحدث أو الذين شاهدوه أو اشتركوا فيه .
ويتبين في هذا قدرة الصحفي على استخلاص المعلومة وليس الرأي من الشخصية المقابلة .
ثانياً / حديث الرأي : ومن تسميته نعرف أنه يهتم ويركز على معرفة الآراء حول قضية أو ظاهرة أو حدث ما ، والتركيز في هذا النوع يكون على رأي الشخصية المقابلة ، وبما أنه يهدف إلى التوعية والإرشاد فإن الشخصيات المقابلة تكون عادة من ذوي الاختصاص والخبرة في موضوع الحديث .
وفي هذا النوع يختلف المتحدثون ؛ فمنهم من يدلي بكل ما يعرفه ، حالما يدعى إلى الحديث ، والبعض الآخر يكون متحفظا ، ويحرص على ما يعرفون مع شرط عدم ذكر أسمائهم ، لذلك يتوجب على الصحفي عدم ذكر اسمه والإكتفاء بـ: تحدث مصدر مسؤول أو مصدر ثقة.
ثالثاً / حديث التسلية والإمتاع : ومن خلال تسمية هذا النوع أيضا نستدل على أنه هدفه هو إيصال السعادة والفرح لقلوب الجمهور وإخراجه من الملل ، وذلك بتسليته والترفيه عنه بذكر جوانب فكاهية وغير مألوفة في شخصية المتحدث ، كالتركيز على الطقوس الخاصة به عند النوم والأكل ... أو ما يحب من الألوان واللباس والعطور وغيرها .
رابعاً / حديث الجماعة : وهذا النوع من الأحاديث الصحفية يشبه الاستطلاع أو الاستفتاء ، لأن الصحفي يقوم وبجمع مجموعة ممن تربطهم مع بعض علاقة مشتركة مرتبطة بموضوع الحديث ، والمثال على ذلك : جمع المزارعين في مدينة ما ، للتحدث معهم ـ مثلا ـ عن قضية زارعية ، فيلقي عليهم الصحفي سؤالا واحدا ، يستطيع من خلال إجابتهم التعرف على الآراء حول تلك القضية .
خامساً / حديث المؤتمرات : الكل منا يشاهد ويقرأ عن تلك المؤتمرات الصحفية التي تنعقد للحديث عن موضوع ما ، وفي احاديث المؤتمرات يكون الصحفي مدعواً إلى المؤتمر كزملائه الصحفيين الآخرين في وسائل الإعلام المختلفة ، والداعي عادة ما يكون مسؤولا أو وزارة أو جهة رسمية ... ، فيجتمع الصحفيون في قاعة انعقاد المؤتمر ، ليدلي المسؤول أو المسؤولون بتصريحاتهم وما لديهم ، وعندما يفرغون يبدأ الصحفيون بطرح الأسئلة المختلفة عليهم .
ويوجد في بعض الدول مؤتمرات دورية ؛ أي تنعقد في وقت معلوم في السنة أو الشهر أو الأسبوع ، وما يميز هذا النوع عن غيره أن خلاصة الحديث الصحفي به لا تنحصر في وسيلة إعلام واحدة ، ويكون الحق للجميع بنشرها أو بثها .

صفات الصحفي (القائم على الحديث) .
إن مهمة الصحفي مهمة شاقة ، ومهمة تحتاج إلى دقة متناهية سواءا في النقل أو في النشر أو البث ، لذلك يجب على الصحفي القائم على الحديث أن تتوفر فيه هذه الصفات :
1. يجب أن يكون له المقدرة على التواصل مع الآخرين ، وكسب ثقتهم ، ليرتاح له الأشخاص المقابلون ويدلوا له بكل ما يحتاجه بارتياح .
2. يجب عليه أن يحترم موعد إجراء الحديث ، وأن لا يكثر تأجيله ، لأن ذلك يشكك بشخصية الصحفي ويضعف الثقة به .
3. أن يكون مرتبا ولباسه أنيقة ونظيفة ، لأن المظهر يعكس صورة صاحبه من النظرة الأولى .
4. أن يكون لبقا ، ليعكس صورة جيدة عن شخصية وجهة عمله .
5. أن يتحدث بلطف وتهذيب مع الشخصية المقابلة .
6. ان يكون مستعدا بشكل جيد لموضوع الحديث .
7. أن لا يتردد بطرح الأسئلة .
8. أن تكون أسئلته واضحة بعيدة عن الغموض ن ليتلقاها المقابل بارتياح ويدلي بأجوبته دون تردد.
9. أن يكون الصحفي مستمعا جيدا ، حاضرا ، لا تفوته أي كلمة من الإجابة ، متنبها لما يرمي له المقابل ، سريع البديهة ، حاضر الذهن .
سنكتفي بهذا القدر على أمل ان نتناول في القريب ـ إن شاء الله ـ مراحل إجراء الحديث الصحفي .
وإلى ذلك الحين تبقوا في رعاية الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

الأربعاء، يونيو 03، 2009

مهارات فن التعامل (الجزء الثالث)

. لا يكن حبك كلفاً ولا يفضل تلفاً:
قال عليه الصلاة والسلام (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما) وقال عليه الصلاة والسلام(حبك للشئ يعمي ويصم) وقال عليه الصلاة والسلام (لا يكن حبك كلفاً، ولا بغضك تلفاً) ومن ذلك قصة أبي بكر الصديق مع المرأة التي أحبها حباً عظيماً ثم كرهها كرهاً عظيماً فطلقها .. وعائشة رضي الله عنها تنصح في الحالين ،، فإذا أحببت فتوسط وتذكر أنك تحب إنسان له أخطائه وزلاته، وإن أبغضت فتوسط ولا تقلب البغض إلى عداوة .
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يرمى بالطوب ويرمي بأطيب الثمر
ومن إستقراء الواقع تبين له أن من تطرف في الحب تطرف في الكره غالباً .. كما إن من تطرف في المدح .. تطرف في البغض ..
لا خيل عندك تهديه ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال ..
(عندما لا تملك جاهاً تجبر به الآخرين، ومالاً تعينهم به، ولا قوة تحميهم بهما، فليسعد منطقك وكلامك على أقل تقدير ).
لا خيل عندك تهديــــــه ولا مـال *** فليسع النطق إن لم يسع الحال
يقول الشاعر: طلاقة وجـه المرء خير من القرى *** فكيف لو أتى بـــــه وهو بــــــاسم.
إبتسم: كان رسول الله لا يرى إلا باسماً (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) . عمرو بن العاص يسأل المصطفى صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك ... ظناً منه أنه من أحب الناس للمصطفى لما رأى من تبسمه في وجهه وحسن بشاشته له .. ويفاجأ عندما لا يعده المصطفى من بين أحب الناس إليه).

22. تعلم فن الإستماع ولا تكن ثرثاراً:
فهو أحد مهارات التعامل النفيسة .. عائشة (لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلاماً لو أراد العاد أن يحصيه لأحصاه ) .. قال عليه الصلاة والسلام (شرار أمتي الثرثارون المتشدقون المتفيقهون)، الكثير من المشاكل تنتهي بمجرد الإستماع الواعي لها .. الكثير يجيد الكلام، ولكن القليل فقط من يجيد الصمت
23. ادفع بالتي هي أحسن:
أدع لمن أخطأ عليك .. تنسى خطأه .. أحسن كما أحسن الله إليك .. (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (34) فصلت
المخطئ ليس قدوة لك كي تقابل خطئه بالمثل .. وعندما تقابل الخطأ بالخطأ ثم يقابل هو خطأك بخطأ آخر فإن هذا يعني سلسلة من الأخطاء المتتالية التي قد لا تنتهي إلا بمصيبة .. قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم : إن الكلام لباب الشر مفتاح.
ألا ترى الأسد تخشى وهي صامتة *** والكلب يخزى لعمري وهو نباح
24. ابعد القدر عن النار:
أخر ردة فعلك قدر المستطاع، وابتعد عن الأشخاص الذين يمثلون حساسية عالية لك فيثيرونك بأي طريقة كانت فالمصطفى طلب من وحشي أن يغرب عن وجهه حتى لا يراه ويتذكر مقتل عمه حمزة، فالشرع أرشد الغضبان أن يغير من حاله إن واقفاً أو قاعداً، كما أن المصطفى أباح للمتخاصمين أن يتهاجرا في أقل من ثلاث ليال حتى تصفوا النفوس، وتهدأ الأعصاب.
25. أعرف من أمامك .. وأعرف نفسك ..
ليس الناس طرازاً واحداً .. تفريق عائشة بين السائلة والوجيه في إكرامها لهما واستلالها على من أنكر عليها بما سمعته من المصطفى عليه الصلاة والسلام (أنزلوا الناس منازلهم). (من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم) وقال عليه الصلاة والسلام (رحم الله إمرء عرف قدر نفسه) . في بعض الأحيان قد يكون من أمامك من أهل المكر والشر فهو بحاجة إلى الحزم والقوة لا اللين .. والشر إن تلقه بالخير ضقت.
26. تحرر من أخلاق مجتمعك السيئة ..
لكل مجتمع أخلاقه الحسنة والسيئة أعرف ثم إنتقي وأحذر .. المجتمعات الفقيرة غالباً ما ينتشر فيها (الرشوة – الحسد – الحقد – البخل – الطمع – الكذب -الذلة) المجتمعات الغنية غالباً ما ينتشر فيها ( ضعف المروءة – الغيرة – الكبر والخيلاء – التفكك الأسري والاجتماعي ...)
27. الصراحة صابون القلوب..
الفجوة بين أي متخاصمين لا تملأ عادة إلا بمزيد من الشكوى والظنون والأحقاد والصراحة غالباً ما تبددها . فأحرص على أن تكون واضحاً .. بغير صفاقة .. شيخ الإسلام ( وكثيراً ما يكون المؤمن للمؤمن كاليد التي تغسل إحداها الأخرى فإنها قد تكون خشنة عليها ولكنها إنما تنقيها وتطهرها) ...
28. لا تكن حساساً ..
الحساس شخص يتعب نفسه ، ويتعب الآخرين من حوله، عنده لكل سلوك من الآخرين مائة تفسير سلبي ،، يضخم الهفوات ولا يتجاوز عن الأخطاء، يسبح في بحر من الهموم والغموم، علاقاته متغلبة فصديق اليوم عدو الغد .. لا يستطيع التحكم بمشاعره السلبية فسرعان ما يبديها، الظنون التي في رأسه أصدق عنده من الحقائق التي يعتذر بها الآخرون !! يكره الناس ويكرهه الناس، فهو مصدر دائم للمشاكل والإزعاج .. ومع ذا فقد يكون طيباً صادقاً صحالحاً .. ولكن حسب الناس في الابتعاد عنه كونه حساساً !!
29. خالفني .. ولكن احترمني ..
عندما تشعرني بأن تنازلي عن رأي يعني هجومك على شخصي وانتقاصك منه فأنت تضرني إلى عدم (التفريق بين الرأي وصاحبه..) (كثيراً ما نقيم معارك مع غيرنا ظاهرها الدفاع عن الفكرة وحقيقتها الدفاع عن النفس) قال الشافعي لأحد العلماء بعد مناظرة كانت بينهما ولم يصلا فيها إلى رأي واحد ( يا أخي ألا يسوغ أن نبقى إخوة وإن لم نتفق في مسألة – وأخذ بيده) وكان البعض يقول (الاختلاف في الآراء لا يفسد للود قضية ) .. والود قد يبقى مع الاختلاف ولكنه أبداً لا يبقى مع سوء الاحترام والتقدير !!
30. تعلم فن التشجيع ..
اعترف بفضائل الآخرين .. (المصطفى وفضائل الصحابة ..) ( أرحم أمتي بأمتي أبوبكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأحياهم عثمان ...) (إرم سعد فداك أبي وأمي) (هذا خالي فليرني امرؤ خاله) (إرداف أسامة بن زيد في حجة الوداع على دابته عليه الصلاة والسلام وعمره 15 سنة تقريباً) .
13. دع الذنوب واقترب من الله ..
(الدعاء – التقوى) (إني لأذنب الذنب فأرى أثر ذنبي في زوجي وأهلي ودابتي ) .. (إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل: يا جبريل إني أحب فلان فأحبه، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل أهل السماء إن الله يحب فلان فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يكتب له القبول في الأرض .. وإن الله إذا أبغض رجلاً ...)
32. تأبى عن أخلاق مجتمعك ..
الكبار يتأبون أن تقتادهم مجتمعاتهم إلى الوراء لأنهم قرروا أن يقتادون هم مجتمعاتهم إلى الأمام .. لكل مجتمع عيوبه، والإنسان إبن بيئته فالمجتمعات المعدمة غالباً ما تتفشى فيها أمراض ( الغش والحقد والحسد والذل والهوان والكذب ...) والمجتمعات المترفة غالباً ما تتفشى فيها أمراض ( ضعف الغيرة وقلة النخوة والمروءة والكبر والتعالي ...) والحاذق من ميز عيوب بيئته وتأبى عن الانجرار ورائها ..
33. الأحسن وليس الحسن ..
(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً) (53) الإسراء.
وعندما يكون بوسع الإنسان فعل الأحسن ويرضى بالحسن فإن هذا يعد نقصاً في حقه ..
ولم أرى في عيوب الناس عيباً *** كنقص القادرين على التمام
وفعل الأحسن دلالة على رقي الإسلام في تعاليمه ،، فهو وإن وضع حدوداً للواجب ، إلا أنه يلوح دائماً بفعل ما فوق الواجب .
34. الواقعية:
(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) رواه الترمذي.
قال أحدهم:
من ذا الذي ما أخطأ قط *** ومن له الحسنى فقط
وقال الآخر:
إن ترى عيباً فسد الخللا *** جل من لا عيب له وعلا
وقال الثالث في وصف الدنيا:
جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيــــــام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نـــــــار
35. كن كبيراً ..
فالكبير لا ينشغل بصغائر الأمور فيجعلها حياته.
والكبير لا يتتبع أحوال الناس وحياتهم ذلك العقول الصغيرة تناقش الأشخاص .. والعقول المتوسطة تناقش الأشياء ... والعقول الكبيرة تناقش الأفكار والمبادئ ) .
والكبير لا يقف عند أخطاء الآخرين عليه . فهو قد انتصر على حظوظ نفسه .
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب *** وليس بسيد القوم من يحمل الحقدا
والكبير يتأبى عن مجادلة ومخاصمة الناس .. فمن تجادله وتماريه إما أن يكون عاقلاً فتخسره، أو سفيهاً فيتجرأ عليك ..
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأآبى أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة وأزيد حلماً *** كعود زاده الإحراق طيباً
والكبير لا يعيش لنفسه ذلك (أن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً، لكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً) فهو يهتم بالآخرين ولو لم يهتم الآخرين به فلا يدور حول نفسه (شيخ الاسلام من أراد أن ينتقم له من طلابه ممن تعرض له بالضرب في أحد الأحياء البعيدة .. أتركوهم فلعلهم يؤجرون على ضربهم لي إذا كانوا يظنون أنهم إنما يفعلون هذا لله غيرة وصدقاً ..) .

36. كن جذاباً:
من خلال (إبتسامتك – أحاديثك – ثقافتك – أدبك – تميزك – عطاءك للآخرين – هدوءك – حلمك – حسن خلقك).
الجذاب من يضيف لك وجوده معك شيئاً جديداً إما على عقلك بمعلومة فريدة أو نكتة نفيسة أو على قلبك براحة يضيفها إلى فؤادك وخاطرك أو سآمة يدفعها عنك .. الجذاب هو ذلك الشخص الذي يراعي كل أو غالب ما ذكرناه من مهارات سابقة في هذا الموضوع ..

37. لاتجعل أخلاقك ردة فعل.
38. اتركها للقارئ الكريم يستبط ويزيد ما يراه مناسباً ...

إقرأ المزيد...

الثلاثاء، يونيو 02، 2009

مهارات فن التعامل (الجزء الثاني)

6. لا تكسر الزجاجه:
إن القلوب إذا تنافر ودها * * * مثل الزجاجة كسرها لا يشعب
فالأخطاء إذا تكاثرت آذت، والقلب يصبر على الأذى مرة وثانية وثالثة، ولكنه قد يضيق في الرابعة ويضجر في الخامسة ثم يهجر في السادسة .. وبعض الأخطاء كبيرة بذاتها، فإن وقعت ولو مرة واحدة فقد تكون القاضية .. وأكثر ما يؤذي الناس تحقيرهم والإنتقاص من شأنهم قولاً وفعلاً .. والإسلام يعلم على الدقة (قال عليه الصلاة والسلام: إذا قمت إلى الصلاة فصلي صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه غداً، وأجمع الإياس مما في أيدي الناس) وكما أن الكلمة الواحدة تنقل الإنسان من دين إلى دين، فإنها قد تنقل العلاقات من حال إلى ضدها من باب أولى ..

7. لا تفرح لسقطات الرجال:
النحل يقع على الزهر .. والذباب لا يقع إلا على القذر .. إشتغل بعيوبك عن عيوب الآخرين فمن أدمن النظر في عيب غيره، غفل عن عيب نفسه .. (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس) (وأبك على خطيئتك ..)
والعين تبصر ما نأى ومضى *** ولا ترى نفســــــــــــــــها إلا بمرآة

وكما قال الآخر:
لسانك لا تذكر به عورة إمرئ *** فكلك عورات وللناس ألسن

قال أحد السلف: (إن من الناس من يخاف الله على ذنوب العباد أكثر مما يخافه على ذنبه ؟؟) وقد صدق .. فما أكثر ما نستعظم.
8. لا تتسرع في بناء علاقاتك الخاصة..
حتى لا تفاجأ بها مستقبلاً .. فكثير من الصور جميلة من بعيد فما إن تقترب منها إلا وتظهر لك جوانب القصور والخلل فيها، وكما قال الشاعر:
ولولا إختبار بعد طول تجارب *** لكنا كثيراً بالمظاهر نغترر
وقال الآخر:
لا تجعلن دليل المرء صورته *** كم مظهر حسن في مخبر سمج
والعلاقة الخاصة هي تلك العلاقة التي تعول عليها في شدتك وحاجتك وتفيض إلى صاحبك فيها بخاصة أمرك ..
9. الأعذار للكرام ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب العبد سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا اقتضى) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (أعقل الناس أعذرهم للناس) .
10. القناعة: بما أعطاك الله أمان من الحسد والتطلع والتسخط (المقارنة إذا اقترنت بالتسخط باب من أبواب الشقاء، وإذا اقترنت بالرضا باب من أبواب الهمة والعمل).
حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه *** فالكل أعداء له وخصوم
كضـــرائر الحسناء قلن لوجهها *** بغـــــياً وزوراً إنه لــــــــذميم
هم يحسدونني على موتي فوا أسفاً *** حتى على الموت لم أسلم من الحسد
11. عامل تعامل: قال عليه الصلاة والسلام (أد إلى الناس مثل الذي تحب أن يؤدوه لك ..)
12. أذكر الايجابيات: وإذا الحبيب اتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع. قال بن رجب الحنبلي: (والمنصف من اغتفر قليل خطأ الشخص مع كثير صوابه) (لا يفرك مؤمناً مؤمنة إن سخط منها خلق رضي منها آخر) (ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم) (يا عمر .. وما أدراك أن الله إطلع على أهل بدر فقال إفعلوا ما شئتم –في التعليق على خطأ حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.)
13. إحترم نفسك:
من إحترام النفس البعد بها عن مواطن الهوان ومواقف الذلة .. قال عليه الصلاة والسلام (لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه قالوا: وكيف يذل نفسه يا رسول الله؟ قال: يعرض نفسه لما لا يستطيع من البلاء .. ) .. ومن احترام النفس عدم إقحامها فيما لا يعنيها من خصوصيات الآخرين (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) فمن تدخل ما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه .. وكذلك عدم الإساءة إلى الخلق فـ (كما تدين تدان) .
14. لا تكن ملحاحاً:
الكريم يلمح إلى ما يريد إلماحاً، واللئيم يصرح ويكرر ويلح ويعاند .. وما أجمل ما قال الشاعر ملمحاً إلى الخليفة بحاجته :
أأذكر حاجتي أم قد كفاني *** حباؤك إن شيمتك الحباء
ولذلك قيل أن من أمر الأمور على النفس وقوف الكريم على باب اللئيم ثم يرده، فكيف إذا كرر اللئيم المسألة والحاجه وكرر اللئيم الرد !؟ .
15. تجلد ولا تكثر الشكوى ..
وتجلدي للشامتين أريهم إني على ريب الزمان صبور
فمن يظهر له ضعفك إما أن يكون حبيباً فيحزن أو عدواً فيشمت. فإلى من يشكو الشاكي ؟؟ وعلى من ؟؟ يشكو إلى الخلق قدر الخالق !!
قال عليه الصلاة والسلام في وصيته لأبي أيوب الأنصاري( .. وأجمع الإياس مما في أيدي الناس) وقال عليه الصلاة والسلام (إزهد في الدنيا يحبك الله وأزهد مما في أيدي الناس يحبك الناس).
16. كن نفسك ولو أعجبك غيرك:
فرق بين أن تستفيد من الآخرين، وبين أن تكون نسخة مكرورة عنهم والانسان له بصمته المستقلة التي قد يتشابه فيها مع الآخرين ولكن لا يتطابق معهم، ومحاولة الكثيرين للتقليد الأعمى لغيرهم أفقدهم شخصياتهم دون أن يصلوا إلى شخصيات من يقلدوهم .. ففقدوا الأصل والصورة معاً..
17. لا تكثر الحديث عن نفسك:
الناس تحب من يتحدث عن همومها لا عن همومه .. إياك أن تجعل من نفسك ورداً لا بد أن يردده من حولك صباح ومساء .. الناس قد يستمعون إليك وأنت تتحدث عن نفسك بآذانهم ولكنهم يزرون عليك في قلوبهم .. والذي يتحدث عن نفسه ضعيف على وجه الحقيقة يستحذي كلمة الثناء والإعجاب من الآخرين .. كما إن من يكثر الحديث عن نفسه لا تجد في قلبه وعقله مكاناً آخر لغيره هو، لأنه ربما لا يرى في الوجود غيره !! وهو من ثم يقدر ما يحب الحديث عن ذاته ومنجزاتها يكره الحديث عن الآخرين ومنجزاتهم .
18. تجنب إنطباعاتك الأولية عن الآخرين .. الإنطباعات الأولية تطلقها المشاعر لا العقل .. ولذلك كثيراً ما تكون معرضة للخطأ ..
الإنطباعات الأولية مبنية على التوقع والتوجس والظن والفراسة والارتياح ،، بينما تبنى الأحكام الموضوعية على المعلومة والتجربة والواقع والزمن .. فقد يزدري إنسان من تثبت الأيام أنه يستحق التقدير ، والضد بالضد كذلك . قال الشاعر:
ترى الرجل النحــيل فتزدريه *** وفي أثوابه أسد هصـــــــــــــــــــــــور
ويعجبك السمين فتبتليه *** فيخلف ظنك الرجل الطرير
19. لا تسقط الكلفة ولا تبقها:
وكن بين ذلك قواماً ... (إذا أتى أحكم من سفر فلا يطرق أهله ليلاً حتى تمتشط الشعثة وتستحد المحدة) علاقة تعاكسية بين كثير من الناس :: كلما زادت العلاقة قل الإحترام !!.
20. من لم تكسبه صديقاً .. فلا تجعله عدواً:
من المستحيل أن تظفر بود كل من حولك أو من يعرفك ولكن حاول أن لا تغرم بعداوتهم على أقل تقدير.
قال الشاعر:
ليس يخلو المرء من ضد وإن *** حاول العزلة في رأس جبل

إقرأ المزيد...

الاثنين، يونيو 01، 2009

مهارات فن التعامل (الجزء الأول)

إضاءآت تمهيدية:
لا ينفك الإنسان في سائر حياته من التعامل مع شرائح شتى من المجتمع .. فالإنسان من يقظته إلى نومه وهو في أخذ وعطاء مع من حوله ..ومن خلال نجاحه أو فشله في التعامل مع الآخرين يتحدد مسار حياته ، بل وربما آخرته كذلك
ومما يجدر الإشارة إليه أن حسن التعامل ليست قضية تكميلية في ديننا .. وإنما هي من صلب الدين وروحه.. فلقد جاءت جملة من الأحاديث في ذلك منها على سبيل الذكر لا الحصر :
(خياركم أحاسنكم أخلاقاً) الصحيحين (وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) حسن ؛ (أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم) البخاري (\ن الله يبغض كل جواظ جعظري مستكبر) البخاري : (إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم) (من ضمن لي ما بين لحيته وما بين فخذيه أضمن له الجنة) (ألا أدلك بملاك ذلك .. أمسك عليك هذا) (إن من أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) (إن الله إذا أحب قوماً أدخل عليهم الرفق) (إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على الشدة) جميع الأحاديث السابقة صحيحه
وعند التأمل في الأحاديث السابقة نلحظ لفتة هامة ودقيقة وهي أن غالب الأحاديث السابقة جاءت على سبيل التفضيل والمقارنة.. ويتضح ذلك من خلال الألفاظ : ( خياركم ) ( أعلى الجنة ) ( أبغض ) ( ليبلغ درجة ) ( ملاك ذلك كله ) (أقربكم) ( ما لا يعطي)..
إننا عندما نفشل في التعامل مع الآخرين،، فإننا نجر على أنفسنا متاعب كثيرة في حياتنا مثل:-

1. . الفشل الإجتماعي والأسري ومنه :
• عقوق الوالدين:-بشكل مباشر من خلال التأفف من تعدد مطالبهما، وكثرة إنتقاداتهما، أو بصورة غير مباشرة من خلال العلاقات الأخوية المهزوزة أو حتى سوء علاقة الإبن مع أعمامه أو أخواله ..والتي تكون غصة عند الوالدين وحسرة في قلوبهم ..
• العلاقات الزوجية المتوترة أو الفاشلة:-فالمرأة تحتاج إلى سياسة خاصة في التعامل ، وقد ذكر المصطفى عليه الصلاة والسلام أنها خلقت من ضلع أعوج .. كما ذكر أن كسر هذا الضلع هو طلاقها..
• الصداقات المتقلبة:- وقد قيل :أحمق الناس من لا يستطيع أن يظفر بالأخ الصادق .. وأحمق منه من فرط فيه بعد أن ظفر به.وعندما ترى شخصاً صداقاته ذات عمر زمني محدود فاعلم أنه فاشل اجتماعياً فهو يغير العلاقات كما يغير ملابسه..
2. الفشل المادي : ومن ذلك الخسارة في التجارة أو الوظيفة:.، يقول المثل الصيني : قولوا لمن لا يجيد الابتسامة لا تفتح متجراً..
3. الفشل الدعوي : فالداعية الذي لا يعرف الطريق إلى قلوب الناس ، لن تصل كلماته إلى عقولهم .. وكما قال الأول : أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما استعبد الإحسان إنسانا

المهارات:
1. أظهر مشاعرك الإيجابية ..
الناس لا يتعاملون مع ما تحمله لهم في قلبك، وإنما مع ما يظهر لهم من قولك وعملك.
ومن ذلك قصة ذلك الرجل الذي قال يا رسول الله إني أحب فلان ..فأجابه المصطفى صلى الله عليه وسلم هل أخبرته؟ قال لا . قال: : اذهب فأخبره
حاول أن تدلل على حبك لأخيك من خلال وسائل متعددة .. هدية، إستئمان على أسرار، إستشارة.خاصة ؛ وتعهد مشاعر من حولك باستمرار وتذكر أن إصلاح الباطن في علاقاتنا مع إخواننا من ترك للحسد والحقد والغيبة والنميمة وغيرها لا يغني عن إصلاح الظاهر معهم من مثل التبسط والتبسم وحسن العهد والتودد.. وحاول دائماً أن تضيف إلى الرصيد لا أن تأخذ منه ..

2. تجنب التفسير الخاطئ لأخطاء الآخرين !!
كثير من غضب الناس ليس بسبب الخطأ الواقع عليهم، وإنما بسبب تفسيرهم لخلفيات هذا الخطأ وأسبابه .. ذلك أن تفسير الناس لأخطاء الآخرين يكون غالباً مائلاً إلى الحدة والجور ، ولذلك يأتي الأمر الشرعي بحسن الظن في الآخرين ، والتخفيف من حدة ووقع الخطأ عل لنفس من خلال تبريرها وتأويلها بأحسن التآويل ، فإن لم يجد الإنسان تأويلاً مناسبا .. جاء الأمر الشرعي بالعفو والمغفرة ..
إننا عندما يخطئ الصغير نعذره وعندما يخطئ الكبير نوبخه ونعاتبه بسبب تفسيرنا المختلف لخلفيات السلوك فالصغير جاهل ، وبرئ ، والكبير متعمد ، وواعي لما يفعل .. وكما هو من المهم أن نتجنب التفسير الخاطئ لأخطاء الآخرين، فحاول كذلك دائماً أن توضح للآخرين خلفيات أخطائك معهم حتى لا يفسروها تفسيراً مبالغاً حاداً ..
ومن الأمثلة في العهد النبوي على هذه القاعدة :
• (الحوار بين أبو بكر وعمر في إشارتهم إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم بتحديد أمير على أحد الوفود حيث قال أبوبكر: يا رسول الله أمر عليهم فلاناً .. فقال عمر: بل أمر عليهم فلاناً .. قال أبوبكر: إن أردت إلا خلافي ..)
• (الزبير بن العوام بعد ثناء رسول الله على علي بن أبي طالب: والله لا يدع إبن أبي طالب زهوه بنفسه. فقال عليه الصلاة والسلام : لتقاتلنه وأنت له ظالم)

3. إرم المكبر جانباً .. لا تدقق على أخطاء الآخرين..
ليس الغبي بسيد في قومه *** لكن سيد قومه المتغابي
لا تنقب عن الأخطاء وتبحث عنها بالمجهر، قال عليه الصلاة والسلام ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ؛ لا تتبعوا عورات المسلمين فمن تتبع عورة إمرء أفسده) ، و(الله حيي ستير يحب الستر)، وليس من الستر أن تعمد إلى أخطاء إخوانك الصغيرة فتكبرها وتبرزها وتظهر علمك بها أو أن تترقب زلاتهم وهفواتهم ، قال عليه الصلاة والسلام (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة).وقال عليه الصلاة والسلام( أيرى أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يرى الجذعة في عينه ) .
وكما قال الشاعر :
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن

4. لا تكثر العتاب:
فقليل العتاب إنما يفسر بأنه إصلاح ونصيحة فيقبل ..أما كثيره فقد يفسر على أنه تصيد أخطاء ، وانتقاص واحتقار، وتغاضي عن الإيجابيات ..
عليك بإقلال العتاب فـــــــــــــــــإنه *** يكون إذا دام إلى الهجر مسلكا
وقال الآخر:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
وإن كان لا بد من العتاب على الأخطاء، فليكن مقروناً بالإشادة بالحسنات والمزايا ما أمكن .. ومن أمثلة ذلك
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعم العبد عبد الله لو كان يقوم قيام الليل).
• قال عليه الصلاة والسلام (لو من غيرك يا معاذ...) .

5. أكتم سر صاحبك:
فعدم القدرة على كتمان السر دلالة ضعف في الإرادة وضعف في التدبير، فضعف الإرادة عدم القدرة على إغراء إفشاء ما ينبغي أن يتكتم عنه، وضعف التدبير كون السر المفشي كثيراً ما يضر صاحب السر والمفشى له في آن واحد فتتقطع علاقات وتكثر الشائعات ..
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه *** فصدر الذي ستودع السر أضيق
وقد يكون سبب إفشاء السر محاولة لجذب إنتباه وإعجاب الآخرين بإمتلاك الشخص من المعلومات والأسرار ما لا يملكه غيره، ولو كان لفت الإنتباه هذا على حساب خصوصيات الآخرين وأسرارهم، وهذا مخالف للتوجيه النبوي (المجالس بالأمانات).

إقرأ المزيد...

الخميس، مايو 28، 2009

نمي مهارتك في الحوار

أخوتي أخواتي الأعزاء : لقد وقفنا خلال بحثنا في فن الحوار على بعض الفوائد ، والتي أردنا أن تشاركونا في نهلها والتروي من منهلها .
وسنسرد مقتطفات متناثرة في مواضيع متفرقة من هذا البحث ، ولأهميتها أردنا أن نتاولها لترسخ في أذهاننا محاولة منا في أن نحولها إلى سلوك في حياتنا : ـ

1. إن أهمية الحوار تكون واضحة جلية للداعية المسلم في محاولة إقناعه غير المسلمين بأن الإسلام هو دين هذه الأمة كافة ، وأنه ناسخ لجميع الأديان السابقة ، فهو الوسيلة الناجحة والسلاح الصارم للداعية ، وكذلك محاورة المنحرفين والمبتدعين للأخذ بهم إلى سواء السبيل ؛ إلى المنهج القويم ، منهج القرآن الكريم والسنة الشريفة اللذين لا هما المحجة البيضاء .
2. أن الإلتزام بالشروط الموضوعية للحوار ، فليس من الضروري أن تكون نتيجة الحوار هي إقناعك الطرف الآخر بأن ما عندك حق، وما عنده باطل ، فقد تقنع إنسانًا بذلك، فإن لم تتمكن، فأقل شيء تكسبه من الحوار - إذا التزمتَ بالشروط الموضوعية له - أن يعلم خصمك أن لديك حجة قوية، وأنك محاور جيد، وأن يأخذ انطباعًا بأنك موضوعي متعقل، بعيد عن التشنج والهيجان والانفعال.
3. أن السماع الكامل للآخر ، وإعطاءه الفرصة حتى يُتم كلامه ، مع استيضاح أي غموض فيما يعرضه من أفكار .. إن كل ذلك لا بد أن يكون هو السمة المميزة لكل حواراتنا ، فإذا تبين لنا خطأ الآخر ، فإن السماع الكامل له وعدم مقاطعته هو المقدمة الصحيحة لرجوعه عن الخطأ مهما كان عناده وغلظته ؛ فإن أشد الناس جفافاً في الطبع وغلظة في القول لا يملك إلا أن يلين وأن يتأثر إزاء مستمع صبور عطوف يلوذ بالصمت إذا أخذ محدثه الغضب .
4. أن هدف الحوار هو الاستفادة من الأفكار وليس تدمير الأشخاص ، فلا خلاف مطلقاً بين أشخاص المتحاورين ، وإنما بين أفكارهم ، والفكرة الحسنة تُمْتدح بغض النظر عن قائلها ، والفكرة الخطأ تُرَاجع دون تسفيه قائلها أو التهكم منه ، فالنظر دائماً إلى الآخر من خلال ما قيل ، لا من قال ، مع احترام أهل العلم ، وحفظ مكانتهم ومراتبهم ، ونرى أن الآخر قد يمتلك الحق أو أنه يكون هو الراجح ، وأن ما عندنا يحتمل الخطأ أو أن يكون هو المرجوح [ وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ] سبأ : 24.. هكذا يكون من يبتغي للآخر الإرشاد وليس الإفحام والإذلال .
5. أن المراء يغلق باب الحوار ويلغيه ، لأنه يدفع طرفي الحوار إلى التصور الخاطئ : بأن حوارهما هو مباراة لا تكون نتيجتها إلا قاتل أو مقتول ، فلا يبحث كل منهما عن حقائق أو أدلة ، وإنما يكون بحثه وجهده في محاولة إغراق الآخر في طوفان من الكلام الذي يُضيع الوقت والجهد في غير فائدة ، ويوغر الصدور ، ويكرس الفرقة .
6. أن الحوار هو لون من ألوان التشاور حول بعض الموضوعات والأفكار ، ومن ثم : فهو جلسة تناصح وتغافر وليس جلسة تصارع وتنافر ، فمع قبول رأي الآخر أو رفضه تبقى طهارة القلب وصفا ء السريرة نحوه ، مع قبول معذرته والتغافر عن خطئه إن وقع ، فإن من طلب الحق وأخطأه لا يمكن تسويته بمن طلب الباطل فأدركه ، فإن الحوار جلسة بدء علاقة يظللها الحب والتسامح ولسان حال المتحاورين هو : من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى بيننا فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا .
7. أن الصدق مع كونه ضابطاً من ضوابط الحوار هو خلق نبيل لا خيار للمسلم في التحلي به ، .. والوضوح في الفكرة هو وسيلة قبولها من الطرف الآخر .. والوضوح في المواقف له كبير الأثر في تصفية القلوب وإعادة الود .
8. أن الحوار الناجح هو حوار يضبط العلم مساره ، ويوجه العدل موقف كل طرف فيه تجاه الآخر . فأما العلم ، فإنه لا يستقيم حوار بدونه ، بل في غيابه يصبح ضرر الحوار أكثر من نفعه ، لأن جهود المتحاورين في هذه الحال تذهب سدى وتضيع بلا ثمرة تذكر .
9. إن تحاورنا يجب أن يكون هو الخطوة التمهيدية الأولى في طريق أعمالنا المشتركة التي نتعاون على إتمامها .. ولذلك : فإنه من الضروري أن نتعرف قبل التحاور على الأهداف العملية للحوار ، ونتبين ما هي الدوّامات الفكرية الطارئة والمنعطفات النظرية العارضة التي قد تلفتنا عن أهدافنا العملية لتنحرف بحواراتنا إلى أمور نظرية شكلية ليس لها أدنى تأثير في مسيرة العمل ، ولا يترتب عليها إلا استنفاذ طاقاتنا في غير طائل وبغير ثمرة .
10. إن من فقه الحوار وذكاء المتحاورين : أن يتحرزا عن إطالة الكلام في غير فائدة ، وعن اختصاره اختصاراً يخل بفهم المقصود منه ، وأن يحققا التوازن الدقيق بين جفاف الحوار بسبب قلة الأدلة أو غموضها ، وبين غرق الحوار بسبب الإسهاب والتكرار غير المفيد .

أسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل ، وأن يجعلنا هداة مهتدين إنه ولي ذلك والقادر عليه .. آمين .

إقرأ المزيد...

السبت، مايو 09، 2009






المنهل:
يسر إدارة المنهل أن ترحب بزوارها الكرام وترجوا لهم وقتا ممتعا
ونعتذر عن عدم وجود البرامج آملين أن توجد في أقرب وقت ممكن
وأهلا وسهلا بكم مجددا



إقرأ المزيد...






المنهل:
يسر إدارة المنهل أن ترحب بزوارها الكرام وترجوا لهم وقتا ممتعا
ونعتذر عن عدم وجود الكتب بالمكتبة آملين أن توجد في أقرب وقت ممكن
وأهلا وسهلا بكم مجددا



إقرأ المزيد...

الثلاثاء، مايو 05، 2009






المنهل:
يسر إدارة المنهل أن ترحب بزوارها الكرام وترجوا لهم وقتا ممتعا
ونعتذر عن عدم وجود الدروس آملين أن توجد في أقرب وقت ممكن
وأهلا وسهلا بكم مجددا



إقرأ المزيد...

الجمعة، فبراير 13، 2009






المنهل:
يسر إدارة المنهل أن ترحب بزوارها الكرام وترجوا لهم وقتا ممتعا
وأهلا وسهلا بكم مجددا

المنهل:

إقرأ المزيد...

  © Blogger templates ProBlogger Template by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP