مراجعات عاطفية
من شعر / الوديع
ماذا ترى لو كنت في لجج الهوى
أتكون مظلوما أم أنك ظالما
لا لن تكون متيما كلفا بها
فمن الحماقة أن تكون متيما
ولقد غوى خلق من أصحاب الهوى
أما ذوي الرأي السديد فقلما
لو صادفة عيناك يوما عاشقا
لحلفت أن لدى المعنى مأتما
فتراه يلطم خده لغيابها
لكأنه ذاق الصبابة علقما
ويخون بالطرف الكليل إذا بدت
وإن أومأت فيكاد يقتله الظما
ويتيه دهرا في مغالبة الكرى
حتى يجود عليه من رفع السما
ما في الغرام من الغرابة مثلما
أن ليس في شرع المحبة مجرما
وكذاك لم أرى في الصبابة هائما
لا والذي خلق الندامة نادما
إن غاب عنها بات يحرقه النوى
وإذا رآها لم يزل متألما
والدمع في دين الغرام فريضة
إن كنت لا تبكي فلست بمسلما
فاربأ بنفسك أن تكون كمن هوى
واصعد بأفعال الرجال السلما
إن كان حربا فلتكن شيخ الوغى
أو كان سلما فلنجدك مسالما
لا ترضى في الدنيا بعيش مذلة
ولوي الصعاب ولا تكن مستسلما
وإذا مررت بغافل ركب الهوى
فاعبر سبيل الفاتنات لتسلما
وكن الخلي تكن من أصحاب النهى
ودع الشجي بشجوه مترنما
أتراك تكسب بالصبابة مغنما
أم أنت تخسر بالعفاف دريهما
0 التعليقات:
إرسال تعليق