المنهل: إن صفحات المنهل ليست هي وحدها في الساحة ولكن منهجها فريد وذلك من خلال ما تعلمته المنهل: تعلمت أن المتسلق الجيد يركز على هدفه ولا ينظر إلى الأسفل، حيث أن المخاطر تشتت الذهن. المنهل: تعلمت أن الفشل لا يعتبر أسوأ شيء في هذا العالم، إنما الفشل الأعظم هو أن لا نجرب. المنهل: تعلمت أنه لا يتم تحقيق أي شيء عظيم في هذه الحياة من دون حماسة. المنهل: تعلمت أن كل الاكتشافات والاختراعات التي نشهدها في الحاضر، تم الحكم عليها قبل اكتشافها أو اختراعها بأنها مستحيلة. المنهل: تعلمت أن الأمس هو شيك تم سحبه ، والغد هو شيك مؤجل ، أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة ، لذا فإنه علينا أن نصرفه بحكمة. المنهل: تعلمت أن الذين لديهم الجرأة على مواجهة الفشل، هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون. المنهل: تعلمت أن المعرفة لم تعد قوة في عصر السرعة والإنترنت والكمبيوتر، إنما تطبيق المعرفة هو القوة. المنهل: تعلمت أن الفاشلين يدعون أن النجاح هو مجرد عملية حظ. المنهل: تعلمت أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه كلما ازداد تطوراً، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس، ولا يكون غداً كما هو اليوم.
المنهل: يسر إدارة ومنسوبي المنهل العذب أن يتقدموا لجميع الزوار الأفاضل بأحر التهاني وأزكى التبريكات بمناسبة السنة الهجرية الجديدة سائلين الله عز وجل أن يتوب علينا وأن يتجاوز عنا وأن يوفقنا في سنتنا الجديدة لكل ما يحبه ويرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه وأن يجعله عام عز للإسلام وللأمة الإسلامية وأن يرزقنا النصر والتمكين وكل عام وأنتم بخير

الاثنين، يونيو 29، 2009

و أمطرت لؤلؤاً _للخليفه و الشاعر يزيد بن معاويه

هذه القصيدة عنيت بها كتب البلاغة العربية ،لأمتلائها بالصور والتشبيهات والأستعارات اللغوية التي يتذوقها الدارسون .
والقصيدة لثاني خلفاء الدولة الاموية الخليفة يزيد بن معاوية عاش حياة الاباطره والملوك لكن هذه الحياة لم تنعكس سلبا على شاعريته الفطريه ، كان يعد مع قيس بن الملوح فرسان القصيده العاطفيه في زمانهم رغم مرور زمنا طويلاً على وفاته إلا أنه لازال البيت الشعري الذي قاله يزيد يثري كتب الشعر والبلاغه كلها ..
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ،،،، ورداً وعضت على العناب بالبرد

هنا الشاعر قام بوصف حبيبته وهي تبكي فصور دموعها (لؤلؤا)،وعينيها(نرجس)، وخديها (وردا)، وشفتيها(عناب)،وأسنانها(برداً)اي ثلج ، وكل هذه الصور المجتمعة قد جاءت في بيت واحدا..
خمسة اوصاف في بيت واحد وهذا المجال الشعري والوصفي لم ينجح فيه الا اثنين فقط هما يزيد بن معاويه
وامرؤ القيس الذي له البيت الشعري الذي لاينسى وقد قاله وهو يصف حصانه :

مكر مفر مقبل مدبر معا ،،،، كجلمود صخر حطه السيل من عل

و اترككم الأن مع القصيده

..
نالت على يدهـا مالـم تنلـه يـدي ،،،، نقشاً على معصمٍ أوهت بـه جلـدي
كأنـهُ طُـرْقُ نمـلٍ فـي أناملهـا ،،،،أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبـردِ
وقوسُ حاجبهـا مِـنْ كُـلِّ ناحيـةٍ ،،،، وَنَبْـلُ مُقْلَتِهـا ترمـي بـه كبـدي
مدتْ مَوَاشِطها فـي كفهـا شَرَكـاً ،،،، تَصِيدُ قلبي بها مِـنْ داخـل الجسـد
إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ مـا طلعـتْ ،،،، من بعدِ رُؤيَتها يومـاً علـى أحـدِ
سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُـرَّ بِنـا ،،،، من رام مِنا وِصـالاً مَـاتَ بِالكمـدِ
فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحـبِ مـاتَ جَـوَىً ،،،، من الغرامِ ، ولم يُبْـدِئ ولـم يعـدِ
فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِـنْ زَلَـلٍ ،،،، إن المحـبَّ قليـل الصبـر والجلـدِ
قد خَلفتنـي طرِيحـاً وهـي قائلـةٌ ،،،، تَأملوا كيف فِعْـلُ الظبـيِ بالأسـدِ
قالتْ:لطيف خيالٍ زارنـي ومضـى ،،،، بالله صِفهُ ولا تنقـص ولا تَـزِدِ
فقال:خَلَّفتُهُ لـو مـات مِـنْ ظمَـأٍ ،،،، وقلتُ :قف عن ورود الماء لم يرِدِ
قالتْ:صَدَقْتَ الوفا في الحبِّ شِيمتُهُ ،،،، يا بَردَ ذاكَ الذي قالتْ علـى كبـدي
واسترجعتْ سألتْ عَني ، فقيل لهـا ،،،، ما فيه من رمقٍ .. و دقـتْ يـداً بِيَـدِ
وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ ،،،، ورداً ، وعضتْ على العِنابِ بِالبـردِ
وأنشـدتْ بِلِسـان الحـالِ قائـلـةً ،،،، مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا مَطْـلٍ ولا مـددِ
واللهِ مـا حزنـتْ أخـتٌ لِفقـدِ أخٍ ،،،، حُزنـي عليـه ولا أمٌ علـى ولـدِ
إن يحسدوني على موتي ، فَوَا أسفي ،،،،حتى على الموتِ لا أخلو مِنَ الحسـدِ

إقرأ المزيد...

الخميس، يونيو 18، 2009

وقتُنا..فيمَ يُنفق؟

أورد صاحب دليل التدريب القيادي [كتاب للمؤلف هشام الطالب، طبعة المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ص 196] الجدول التالي، و الذي يبين الوقت الذي تأخذه بعض النشاطات ـ .

التي لا نلقي لها بالاً في فترة حياة متوسطة:

انتظار إشارات المرور = شهر واحد
الوقت الذي تقضيه في محل الحلاقة = شهر واحد
ضغط أرقام الهاتف = شهر واحد
ركوب المصعد في المدن الكبرى = 3 شهور
تنظيف الأسنان بالفرشاة = 3 شهور
انتظار الحافلات (في المدن) = 5 شهور
الوقت الذي تقضيه في الحمام = 6 شهور
قراءة الكتب = سنتان
تناول الطعام = 4سنوات
كسب الرزق = 9 سنوات
مشاهدة التلفزيون = 10 سنوات
النوم = 20 سنة
لبس الأحذية = 8 أيام

(تختلف النسب من شخص إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر)
الجدول السابق يبين أننا إذا أردنا أن ننجز عملاً فينبغي أن نوجد له وقتاً ولا ننتظر حتى يعرض الوقت المناسب علينا نفسه لأن ذلك لن يحدث

إقرأ المزيد...

الثلاثاء، يونيو 09، 2009

مراجعات عاطفية

من شعر / الوديع
ماذا ترى لو كنت في لجج الهوى
أتكون مظلوما أم أنك ظالما
لا لن تكون متيما كلفا بها
فمن الحماقة أن تكون متيما
ولقد غوى خلق من أصحاب الهوى
أما ذوي الرأي السديد فقلما
لو صادفة عيناك يوما عاشقا
لحلفت أن لدى المعنى مأتما
فتراه يلطم خده لغيابها
لكأنه ذاق الصبابة علقما
ويخون بالطرف الكليل إذا بدت
وإن أومأت فيكاد يقتله الظما
ويتيه دهرا في مغالبة الكرى
حتى يجود عليه من رفع السما
ما في الغرام من الغرابة مثلما
أن ليس في شرع المحبة مجرما

وكذاك لم أرى في الصبابة هائما
لا والذي خلق الندامة نادما
إن غاب عنها بات يحرقه النوى
وإذا رآها لم يزل متألما
والدمع في دين الغرام فريضة
إن كنت لا تبكي فلست بمسلما
فاربأ بنفسك أن تكون كمن هوى
واصعد بأفعال الرجال السلما
إن كان حربا فلتكن شيخ الوغى
أو كان سلما فلنجدك مسالما
لا ترضى في الدنيا بعيش مذلة
ولوي الصعاب ولا تكن مستسلما
وإذا مررت بغافل ركب الهوى
فاعبر سبيل الفاتنات لتسلما
وكن الخلي تكن من أصحاب النهى
ودع الشجي بشجوه مترنما
أتراك تكسب بالصبابة مغنما
أم أنت تخسر بالعفاف دريهما

إقرأ المزيد...

الاثنين، يونيو 08، 2009

رسالة من صديق حميم ..

الأثر النفسي لقراءة سورة الفاتحة
نذكر في هذه المقالة إخوتنا القراء ببعض خصائص سورة الفاتحة وقدرة هذه السورة على الشفاء، فهي الشافية وهي الكافية وهي أعظم سورة في القرآن.....

أعظم سورة في القرآن
يا ليت كل الناس يقرأون سورة الفاتحة كل يوم سبع مرات ليعالجوا الكثير من الأمراض وليصرفوا عنهم الكثير من الشرور دون أن يشعروا!
.
هذه السورة العظيمة هي أعظم سورة في كتاب الله تعالى، وهي التي لا تصح الصلاة إلا بها، وهي السورة التي جعلها الله أم القرآن وأم الكتاب وأم الشفاء.
فهذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن عظمة هذه السورة فيقول: (ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته) [البخاري ومسلم].

للهداية إلى الطريق الصحيح
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملَك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) [مسلم].

ومعنى هذا الحديث أنك عندما تقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فهذا يعني أن الله سيهديك إلى الطريق الصحيح في حياتك وعملك ويهديك إلى اتخاذ القرار المناسب في كل شؤون حياتك، والهداية لا تقتصر على الهداية الدينية بل جميع أنواع الهداية تتحقق لك، فإذا أردت أن تقوم بعمل سوف تجد نفسك تتخذ القرار الصحيح وأن الله سيساعدك على ذلك، وإذا تعرضت لموقف صعب أو مشكلة سوف تجد أن الله يهديك إلى الحل الصحيح.

عندما تقرأ هذه السورة العظيمة سبع مرات بشيء من التدبر إنما تقوم بإيصال رسالة إيجابية إلى عقلك الباطن كل يوم سبع مرات مفادها أن الحمد لا يكون إلا لله تعالى لأنه رب هذا الكون ورب العالم ورب العالمين، فهو أكبر من همومك ومشاكلك، وهو الرحمن الرحيم الذي تحتاج لرحمته.

فعند قراءتك لهذه الآية (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) سوف تحس بقوة غريبة، لأن الرحمن سبحانه وتعالى معك، سوف تحس بقربك منه، وأنه سيكون معك في أصعب المواقف، وهذا سيعطيك شعوراً كبيراً بالراحة النفسية ويزيل الاضطرابات مهما كان نوعها أو حجمها.

وعندما تقول (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فأنت توصل رسالة لعقلك الباطن والتي سيتأثر بها ويتفاعل معها بعد أيام معدودة، هذه الرسالة مفادها أنه يجب عليَّ أن أدرك أننا سنقف جميعاً يوم القيامة وهو يوم الدين أي اليوم الذي يوفّي الله فيه كل نفس ما كسبت وهو مالك هذا اليوم، وهو الذي سيحاسب الناس، ولذلك لا داعي لأن أحمل أي همّ ما دام الله تعالى سيعوضني خيراً، ومادام تعالى سيحاسب كل شخص على أخطائه ولن يظلم أحداً.

وأنت عندما تقول (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فأنت توصل رسالة إلى عقلك الباطن مفادها أن العبادة لا تكون إلا لله، وأن الاستعانة لا تكون إلا بالله، ومع تكرار هذه الرسالة الإيجابية تكون قد "غذّيت" دماغك بقناعة مهمة وهي أن معك الله، وهذا يمنحك الإحساس بالقوة، فأنت تستعين به على قضاء حوائجك وتستشيره في أي موقف تتعرض له، وتعتمد عليه في حل همومك ومشكلاتك، فهل هناك أجمل من هذا الإحساس؟

يقول عليما البرمجة اللغوية العصبية إن أهم شيء لتحقيق النجاح أن تحس بأنك فعلاً إنسان ناجح وقوي وتنمّي هذا الإحساس في داخلك حتى يصبح جزءاً منك، عزيزي القارئ أليست قراءة القرآن تقوم بهذا الغرض؟ أليس تدبر آيات القرآن يقوي لديك الإحساس بالنجاح في الدنيا والآخرة ويقوي إحساسك بأن الله تعالى معك في ثانية ولن يتخلى عنك؟

للتواصل مع الله!!!
هل فكرت أخي المؤمن أن تتواصل مع الله، أن تتحدث مع هذا الخالق العظيم، أن تترك كل الناس وتبقي علاقتك مع الله تعالى قوية سليمة؟ مرة قال لي أحدهم يجب عليك أن تقوي علاقاتك مع بعض الناس المهمين في المجتمع لتتمكن من الوصول إلى المال أو الشهرة، فقلت له ومن يقوي علاقتي مع الله تعالى؟!

ولذلك كنتُ حريصاً دائماً على أن تكون علاقتي مع الله قوية أولاً ثم ألتفت إلى الناس، ولكن للأسف أصبحت هذه القاعدة معكوسة اليوم، فتجد كثيراً من الناس يسارعون إلى تقوية علاقتهم مع أناس ضعفاء مثلهم لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، وينسون خالق السموات السبع تبارك وتعالى!

ولذلك يا أحبتي فإن قراءتكم لسورة الفاتحة بتدبر وتأمل هي نوع من التواصل مع قائل هذه السورة، وهي نوع من الإحساس بالقوة لأن الله سيكون معك ويحدثك بل ويثني عليك، وتصور أن الله تعالى وكلما قرأت الفاتحة يكلم ملائكته عنك، ما رأيك بهذا الإحساس؟

ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قال الله: حمدني عبدي. فإذا قال: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال: أثنى علي عبدي. فإذا قال: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قال مجدني عبدي وإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ، قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل) [مسلم].

‏ للشفاء والوقاية
فمن خلال تجربتي مع هذه السورة العظيمة وجدتُ بأن قراءة الفاتحة سبع مرات صباحاً ومساءً يمكن أن تعطي نتائج طيبة في الشفاء والوقاية. فليس ضرورياً أن تكون مريضاً حتى تقرأ الفاتحة بنية الشفاء، إنما ينبغي على كل منا أن يكرر قراءة الفاتحة سبع مرات وبصوت مسموع وأن يتأمل معانيها ويحاول أن يتأثر فيها، وسوف تكون هذه القراءة بشرط أن يواظب عليها كل يوم ستكون سبباً في وقاية الإنسان من الأمراض، وسوف تعطيك مناعة تجاه مختلف الأمراض، ولكن بشرط أن تقتنع بأن هذه السورة هي الشافية.

عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏‏قال:‏ ‏(كنا ‏ في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وإن ‏‏نفرنا غيب ‏ ‏فهل منكم ‏ ‏راقٍ ‏ ‏فقام معها ‏‏رجل ‏‏ما كنا ‏نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ‏ ترقي قال لا ما ‏رقيت إلا ‏بأم الكتاب (وهي سورة الفاتحة) ‏قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلما قدمنا ‏‏المدينة ‏‏ذكرناه للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال وما كان يدريه أنها ‏رقية ‏اقسموا واضربوا لي بسهم) [البخاري].

وهذا يدل على أن سورة الفاتحة هي رقية كاملة بحد ذاتها بشرط أن نكرر قراءتها أكبر عدد ممكن من المرات، لأن الله تعالى أودع في هذه السورة أسراراً خفية ولغة لا نفهمها نحن ولكن خلايا جسدنا تفهمها وتتفاعل معها، وقد أثبتنا في بحث آفاق العلاج بالقرآن التأثير المذهل لقراءة آيات القرآن على الخلايا المتضررة من الجسم وإعادة التوازن والنشاط لها.

اطردوا الشيطان من بيوتكم!
أحبتي! شئنا أم أبينا نحن نعيش مع عالم كامل من الجن والشياطين، وهذه المخلوقات لها قوانينها، ومن ضمن قوانين الشياطين أنه لا تستسيغ سماع القرآن وتنفر نفوراً شديداً من أي بيت يقرأ فيه القرآن، وبخاصة سورة البقرة.

فعن ‏ ‏أبي هريرة رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال‏: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة ‏ ‏البقرة) [مسلم]. فإذا أردت أن تطرد الشيطان الذي هو سبب رئيسي في إثارة الهموم المشاكل الأحزان والمخاوف، فما عليك إلا أن تقرأ سورة البقرة أو آيات منها.

وإذا لم تستطع قراءة السورة كاملة فيمكنك قراءة آخر آيتين من سورة البقرة، فهما تكفيانك وسوف تتقي بهما من شر الأمراض وشر الشياطين وشر الاضطرابات النفسية، وهذا كلام مجرب. وقد ورد عن ‏ ‏أبي مسعود ‏‏رضي الله عنه أنه ‏قال:‏ ‏قال النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة ‏ ‏البقرة ‏ ‏في ليلة كفتاه) [البخاري].

هل تحب أن تدخل الجنة؟!
هناك إجراء بسيط جداً يمكّنك من دخول الجنة بسلام، ألا وهو قراءة أعظم آية من القرآن وهي آية الكرسي (الآية رقم 255 من سورة البقرة)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) [النسائي].

وأخيراً يا إخوتي لا تترددوا في قراءة الفاتحة والبقرة كل يوم ولن تخسروا شيئاً من الوقت بل إن الله تعالى سيبارك لكم في وقتكم وسوف يوفر عليكم الكثير من الأمراض والخسارة والمشاكل والهموم، إنه طريق السعادة، ألا وهو القرآن

إقرأ المزيد...

الأحد، يونيو 07، 2009

كيف نكتب حديثا صحفيا ؟

إضاءات تمهيدية :
تعددت الفنون الصحفية وتميز كل فن منها بميزات ووظائف تختلف من فن لآخر ؛ على الرغم من تداخل بعضها البعض .
وبعتبر الحديث الصحفي الأكثر أهمية بعد الخبر والذي يسمى بالحجر الأساسي للعمل الصحفي ، لما تعتمد عليه الفنون الصحفية الأخرى مثل التحقيق والاستطلاع .
ولمع بريق الحديث الصحفي في وسائل الإعلام منذ بدايتها ، لما تتصف به النفس البشرية من ميل شديد لمعرفة أحوال الغير ، وحب الاطلاع على ما يدور بينهم وفي دواخلهم ، لهذا فإن الحديث الصحفي بأنواعه يلبي تلك الحاجات ؛ بل يشبعها إن صح التعبير .
وتأتي أهمية الحديث الصحفي بأنه ليس في مقدور الجمهور أن يذهب إلى موقع الحدث الذي وردهم خبره ، لتتمحور في عقولهم أسئلة من هنا وهناك ..
واستفسارات شتى ، فيأتي دور الصحفي أو الإعلامي خلال تواجده على أرض الحدث ليوجه الأسئلة إلى شهود العيان ، وهذا بالطبع يشد انتباه الجمهور ، ويعزز ثقتهم بوسيلة الإعلام ، كما يشبع الحديث الصحفي رغبة أولئك الذين يحبون معرفة ما يحصل وما يدور في اذهان المسؤولين والمشاهير والنجوم .
والحديث الصحفي من أهم وأخطر وأكثر الأعمال وأدق المهام التي يقوم بها الصحفي ، لذا يجب اختيار صحفي خبير ومتمرس في العمل الصحفي كي يستطيع أن ينجح في مهمته .

تعريف الحديث الصحفي :
هو أحد الفنون الصحفية التي تعتمد الحوار واللقاء والمقابلة الصحفية مع شخصية أدبية أو سياسية أو رياضية أو شخص كان شاهدا على حدث ما ، وهو حديث غالبا ما يكون ثنائيا بين صحفي وشخصية معنية أو جماعيا بين صحفي ومجموعة ممن تجمعهم قضية أو ظاهر ، أو مجموعة صحفيين مع شخصية بارزة ن ويعد الحديث الصحفي من أكثر الفنون الصحفية جذبا للقارئ .

وظائف الحديث الصحفي :
يمكن أن نلخص وظائف الحديث الصحفي في نقاط ثلاث وهي :
1. عرض وجهات النظر عن قضية معينة بكل دقة وموضوعية ، ومن المصدر المعني نفسه من غير تأويل ، وبهذا يكون قد ساهم الحديث الصحفي بدفع الشائعات وإنهائها حال نشر الحديث المعني .
2. القيام بالنيابة عن الجمهور بإلقاء الأسئلة الكامنة في عقولهم على الشخصية المراد الحديث معها أو الاستفسار حول قضية من خلالها .
3. يساهم في إلقاء الضوء على حياة الشخصيات المسؤولة أو النجوم والمشاهير الخاصة ، بالإضافة إلى أنه يبرز للمجتمع شخصيات مبدعة وفاعلة في المجتمع ولكنها لم تأخذ فرصتها في الظهور .

أنواع الحديث الصحفي :
عندما يقرأ القارئ جملة "الحديث الصحفي" يتبادر إلى ذهنه أنه هو ذلك النوع المعهود إعلاميا من نقل الخبر وإذاعته ، ولكن في حقيقة الأمر للحديث الصحفي خمسة انواع لكل نوع تأثيره في جماهيره وسنذكر كل نوع على حدى على وجه الإيجاز :
أولاً / حديث الخبر : في هذا النوع يركز الصحفي على استخلاص الأخبار من الحديث الصحفي ، كما يركز على استقصاء المعلومات والبيانات ، ويتم ذلك من خلال إجراء الأحاديث الصحفية مع شهود العيان للحدث أو الذين شاهدوه أو اشتركوا فيه .
ويتبين في هذا قدرة الصحفي على استخلاص المعلومة وليس الرأي من الشخصية المقابلة .
ثانياً / حديث الرأي : ومن تسميته نعرف أنه يهتم ويركز على معرفة الآراء حول قضية أو ظاهرة أو حدث ما ، والتركيز في هذا النوع يكون على رأي الشخصية المقابلة ، وبما أنه يهدف إلى التوعية والإرشاد فإن الشخصيات المقابلة تكون عادة من ذوي الاختصاص والخبرة في موضوع الحديث .
وفي هذا النوع يختلف المتحدثون ؛ فمنهم من يدلي بكل ما يعرفه ، حالما يدعى إلى الحديث ، والبعض الآخر يكون متحفظا ، ويحرص على ما يعرفون مع شرط عدم ذكر أسمائهم ، لذلك يتوجب على الصحفي عدم ذكر اسمه والإكتفاء بـ: تحدث مصدر مسؤول أو مصدر ثقة.
ثالثاً / حديث التسلية والإمتاع : ومن خلال تسمية هذا النوع أيضا نستدل على أنه هدفه هو إيصال السعادة والفرح لقلوب الجمهور وإخراجه من الملل ، وذلك بتسليته والترفيه عنه بذكر جوانب فكاهية وغير مألوفة في شخصية المتحدث ، كالتركيز على الطقوس الخاصة به عند النوم والأكل ... أو ما يحب من الألوان واللباس والعطور وغيرها .
رابعاً / حديث الجماعة : وهذا النوع من الأحاديث الصحفية يشبه الاستطلاع أو الاستفتاء ، لأن الصحفي يقوم وبجمع مجموعة ممن تربطهم مع بعض علاقة مشتركة مرتبطة بموضوع الحديث ، والمثال على ذلك : جمع المزارعين في مدينة ما ، للتحدث معهم ـ مثلا ـ عن قضية زارعية ، فيلقي عليهم الصحفي سؤالا واحدا ، يستطيع من خلال إجابتهم التعرف على الآراء حول تلك القضية .
خامساً / حديث المؤتمرات : الكل منا يشاهد ويقرأ عن تلك المؤتمرات الصحفية التي تنعقد للحديث عن موضوع ما ، وفي احاديث المؤتمرات يكون الصحفي مدعواً إلى المؤتمر كزملائه الصحفيين الآخرين في وسائل الإعلام المختلفة ، والداعي عادة ما يكون مسؤولا أو وزارة أو جهة رسمية ... ، فيجتمع الصحفيون في قاعة انعقاد المؤتمر ، ليدلي المسؤول أو المسؤولون بتصريحاتهم وما لديهم ، وعندما يفرغون يبدأ الصحفيون بطرح الأسئلة المختلفة عليهم .
ويوجد في بعض الدول مؤتمرات دورية ؛ أي تنعقد في وقت معلوم في السنة أو الشهر أو الأسبوع ، وما يميز هذا النوع عن غيره أن خلاصة الحديث الصحفي به لا تنحصر في وسيلة إعلام واحدة ، ويكون الحق للجميع بنشرها أو بثها .

صفات الصحفي (القائم على الحديث) .
إن مهمة الصحفي مهمة شاقة ، ومهمة تحتاج إلى دقة متناهية سواءا في النقل أو في النشر أو البث ، لذلك يجب على الصحفي القائم على الحديث أن تتوفر فيه هذه الصفات :
1. يجب أن يكون له المقدرة على التواصل مع الآخرين ، وكسب ثقتهم ، ليرتاح له الأشخاص المقابلون ويدلوا له بكل ما يحتاجه بارتياح .
2. يجب عليه أن يحترم موعد إجراء الحديث ، وأن لا يكثر تأجيله ، لأن ذلك يشكك بشخصية الصحفي ويضعف الثقة به .
3. أن يكون مرتبا ولباسه أنيقة ونظيفة ، لأن المظهر يعكس صورة صاحبه من النظرة الأولى .
4. أن يكون لبقا ، ليعكس صورة جيدة عن شخصية وجهة عمله .
5. أن يتحدث بلطف وتهذيب مع الشخصية المقابلة .
6. ان يكون مستعدا بشكل جيد لموضوع الحديث .
7. أن لا يتردد بطرح الأسئلة .
8. أن تكون أسئلته واضحة بعيدة عن الغموض ن ليتلقاها المقابل بارتياح ويدلي بأجوبته دون تردد.
9. أن يكون الصحفي مستمعا جيدا ، حاضرا ، لا تفوته أي كلمة من الإجابة ، متنبها لما يرمي له المقابل ، سريع البديهة ، حاضر الذهن .
سنكتفي بهذا القدر على أمل ان نتناول في القريب ـ إن شاء الله ـ مراحل إجراء الحديث الصحفي .
وإلى ذلك الحين تبقوا في رعاية الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقرأ المزيد...

الأربعاء، يونيو 03، 2009

مهارات فن التعامل (الجزء الثالث)

. لا يكن حبك كلفاً ولا يفضل تلفاً:
قال عليه الصلاة والسلام (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما) وقال عليه الصلاة والسلام(حبك للشئ يعمي ويصم) وقال عليه الصلاة والسلام (لا يكن حبك كلفاً، ولا بغضك تلفاً) ومن ذلك قصة أبي بكر الصديق مع المرأة التي أحبها حباً عظيماً ثم كرهها كرهاً عظيماً فطلقها .. وعائشة رضي الله عنها تنصح في الحالين ،، فإذا أحببت فتوسط وتذكر أنك تحب إنسان له أخطائه وزلاته، وإن أبغضت فتوسط ولا تقلب البغض إلى عداوة .
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً يرمى بالطوب ويرمي بأطيب الثمر
ومن إستقراء الواقع تبين له أن من تطرف في الحب تطرف في الكره غالباً .. كما إن من تطرف في المدح .. تطرف في البغض ..
لا خيل عندك تهديه ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال ..
(عندما لا تملك جاهاً تجبر به الآخرين، ومالاً تعينهم به، ولا قوة تحميهم بهما، فليسعد منطقك وكلامك على أقل تقدير ).
لا خيل عندك تهديــــــه ولا مـال *** فليسع النطق إن لم يسع الحال
يقول الشاعر: طلاقة وجـه المرء خير من القرى *** فكيف لو أتى بـــــه وهو بــــــاسم.
إبتسم: كان رسول الله لا يرى إلا باسماً (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) . عمرو بن العاص يسأل المصطفى صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك ... ظناً منه أنه من أحب الناس للمصطفى لما رأى من تبسمه في وجهه وحسن بشاشته له .. ويفاجأ عندما لا يعده المصطفى من بين أحب الناس إليه).

22. تعلم فن الإستماع ولا تكن ثرثاراً:
فهو أحد مهارات التعامل النفيسة .. عائشة (لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلاماً لو أراد العاد أن يحصيه لأحصاه ) .. قال عليه الصلاة والسلام (شرار أمتي الثرثارون المتشدقون المتفيقهون)، الكثير من المشاكل تنتهي بمجرد الإستماع الواعي لها .. الكثير يجيد الكلام، ولكن القليل فقط من يجيد الصمت
23. ادفع بالتي هي أحسن:
أدع لمن أخطأ عليك .. تنسى خطأه .. أحسن كما أحسن الله إليك .. (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (34) فصلت
المخطئ ليس قدوة لك كي تقابل خطئه بالمثل .. وعندما تقابل الخطأ بالخطأ ثم يقابل هو خطأك بخطأ آخر فإن هذا يعني سلسلة من الأخطاء المتتالية التي قد لا تنتهي إلا بمصيبة .. قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم : إن الكلام لباب الشر مفتاح.
ألا ترى الأسد تخشى وهي صامتة *** والكلب يخزى لعمري وهو نباح
24. ابعد القدر عن النار:
أخر ردة فعلك قدر المستطاع، وابتعد عن الأشخاص الذين يمثلون حساسية عالية لك فيثيرونك بأي طريقة كانت فالمصطفى طلب من وحشي أن يغرب عن وجهه حتى لا يراه ويتذكر مقتل عمه حمزة، فالشرع أرشد الغضبان أن يغير من حاله إن واقفاً أو قاعداً، كما أن المصطفى أباح للمتخاصمين أن يتهاجرا في أقل من ثلاث ليال حتى تصفوا النفوس، وتهدأ الأعصاب.
25. أعرف من أمامك .. وأعرف نفسك ..
ليس الناس طرازاً واحداً .. تفريق عائشة بين السائلة والوجيه في إكرامها لهما واستلالها على من أنكر عليها بما سمعته من المصطفى عليه الصلاة والسلام (أنزلوا الناس منازلهم). (من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم) وقال عليه الصلاة والسلام (رحم الله إمرء عرف قدر نفسه) . في بعض الأحيان قد يكون من أمامك من أهل المكر والشر فهو بحاجة إلى الحزم والقوة لا اللين .. والشر إن تلقه بالخير ضقت.
26. تحرر من أخلاق مجتمعك السيئة ..
لكل مجتمع أخلاقه الحسنة والسيئة أعرف ثم إنتقي وأحذر .. المجتمعات الفقيرة غالباً ما ينتشر فيها (الرشوة – الحسد – الحقد – البخل – الطمع – الكذب -الذلة) المجتمعات الغنية غالباً ما ينتشر فيها ( ضعف المروءة – الغيرة – الكبر والخيلاء – التفكك الأسري والاجتماعي ...)
27. الصراحة صابون القلوب..
الفجوة بين أي متخاصمين لا تملأ عادة إلا بمزيد من الشكوى والظنون والأحقاد والصراحة غالباً ما تبددها . فأحرص على أن تكون واضحاً .. بغير صفاقة .. شيخ الإسلام ( وكثيراً ما يكون المؤمن للمؤمن كاليد التي تغسل إحداها الأخرى فإنها قد تكون خشنة عليها ولكنها إنما تنقيها وتطهرها) ...
28. لا تكن حساساً ..
الحساس شخص يتعب نفسه ، ويتعب الآخرين من حوله، عنده لكل سلوك من الآخرين مائة تفسير سلبي ،، يضخم الهفوات ولا يتجاوز عن الأخطاء، يسبح في بحر من الهموم والغموم، علاقاته متغلبة فصديق اليوم عدو الغد .. لا يستطيع التحكم بمشاعره السلبية فسرعان ما يبديها، الظنون التي في رأسه أصدق عنده من الحقائق التي يعتذر بها الآخرون !! يكره الناس ويكرهه الناس، فهو مصدر دائم للمشاكل والإزعاج .. ومع ذا فقد يكون طيباً صادقاً صحالحاً .. ولكن حسب الناس في الابتعاد عنه كونه حساساً !!
29. خالفني .. ولكن احترمني ..
عندما تشعرني بأن تنازلي عن رأي يعني هجومك على شخصي وانتقاصك منه فأنت تضرني إلى عدم (التفريق بين الرأي وصاحبه..) (كثيراً ما نقيم معارك مع غيرنا ظاهرها الدفاع عن الفكرة وحقيقتها الدفاع عن النفس) قال الشافعي لأحد العلماء بعد مناظرة كانت بينهما ولم يصلا فيها إلى رأي واحد ( يا أخي ألا يسوغ أن نبقى إخوة وإن لم نتفق في مسألة – وأخذ بيده) وكان البعض يقول (الاختلاف في الآراء لا يفسد للود قضية ) .. والود قد يبقى مع الاختلاف ولكنه أبداً لا يبقى مع سوء الاحترام والتقدير !!
30. تعلم فن التشجيع ..
اعترف بفضائل الآخرين .. (المصطفى وفضائل الصحابة ..) ( أرحم أمتي بأمتي أبوبكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأحياهم عثمان ...) (إرم سعد فداك أبي وأمي) (هذا خالي فليرني امرؤ خاله) (إرداف أسامة بن زيد في حجة الوداع على دابته عليه الصلاة والسلام وعمره 15 سنة تقريباً) .
13. دع الذنوب واقترب من الله ..
(الدعاء – التقوى) (إني لأذنب الذنب فأرى أثر ذنبي في زوجي وأهلي ودابتي ) .. (إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل: يا جبريل إني أحب فلان فأحبه، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل أهل السماء إن الله يحب فلان فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يكتب له القبول في الأرض .. وإن الله إذا أبغض رجلاً ...)
32. تأبى عن أخلاق مجتمعك ..
الكبار يتأبون أن تقتادهم مجتمعاتهم إلى الوراء لأنهم قرروا أن يقتادون هم مجتمعاتهم إلى الأمام .. لكل مجتمع عيوبه، والإنسان إبن بيئته فالمجتمعات المعدمة غالباً ما تتفشى فيها أمراض ( الغش والحقد والحسد والذل والهوان والكذب ...) والمجتمعات المترفة غالباً ما تتفشى فيها أمراض ( ضعف الغيرة وقلة النخوة والمروءة والكبر والتعالي ...) والحاذق من ميز عيوب بيئته وتأبى عن الانجرار ورائها ..
33. الأحسن وليس الحسن ..
(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً) (53) الإسراء.
وعندما يكون بوسع الإنسان فعل الأحسن ويرضى بالحسن فإن هذا يعد نقصاً في حقه ..
ولم أرى في عيوب الناس عيباً *** كنقص القادرين على التمام
وفعل الأحسن دلالة على رقي الإسلام في تعاليمه ،، فهو وإن وضع حدوداً للواجب ، إلا أنه يلوح دائماً بفعل ما فوق الواجب .
34. الواقعية:
(كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) رواه الترمذي.
قال أحدهم:
من ذا الذي ما أخطأ قط *** ومن له الحسنى فقط
وقال الآخر:
إن ترى عيباً فسد الخللا *** جل من لا عيب له وعلا
وقال الثالث في وصف الدنيا:
جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيــــــام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نـــــــار
35. كن كبيراً ..
فالكبير لا ينشغل بصغائر الأمور فيجعلها حياته.
والكبير لا يتتبع أحوال الناس وحياتهم ذلك العقول الصغيرة تناقش الأشخاص .. والعقول المتوسطة تناقش الأشياء ... والعقول الكبيرة تناقش الأفكار والمبادئ ) .
والكبير لا يقف عند أخطاء الآخرين عليه . فهو قد انتصر على حظوظ نفسه .
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب *** وليس بسيد القوم من يحمل الحقدا
والكبير يتأبى عن مجادلة ومخاصمة الناس .. فمن تجادله وتماريه إما أن يكون عاقلاً فتخسره، أو سفيهاً فيتجرأ عليك ..
يخاطبني السفيه بكل قبح *** فأآبى أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة وأزيد حلماً *** كعود زاده الإحراق طيباً
والكبير لا يعيش لنفسه ذلك (أن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً، لكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً) فهو يهتم بالآخرين ولو لم يهتم الآخرين به فلا يدور حول نفسه (شيخ الاسلام من أراد أن ينتقم له من طلابه ممن تعرض له بالضرب في أحد الأحياء البعيدة .. أتركوهم فلعلهم يؤجرون على ضربهم لي إذا كانوا يظنون أنهم إنما يفعلون هذا لله غيرة وصدقاً ..) .

36. كن جذاباً:
من خلال (إبتسامتك – أحاديثك – ثقافتك – أدبك – تميزك – عطاءك للآخرين – هدوءك – حلمك – حسن خلقك).
الجذاب من يضيف لك وجوده معك شيئاً جديداً إما على عقلك بمعلومة فريدة أو نكتة نفيسة أو على قلبك براحة يضيفها إلى فؤادك وخاطرك أو سآمة يدفعها عنك .. الجذاب هو ذلك الشخص الذي يراعي كل أو غالب ما ذكرناه من مهارات سابقة في هذا الموضوع ..

37. لاتجعل أخلاقك ردة فعل.
38. اتركها للقارئ الكريم يستبط ويزيد ما يراه مناسباً ...

إقرأ المزيد...

الثلاثاء، يونيو 02، 2009

مهارات فن التعامل (الجزء الثاني)

6. لا تكسر الزجاجه:
إن القلوب إذا تنافر ودها * * * مثل الزجاجة كسرها لا يشعب
فالأخطاء إذا تكاثرت آذت، والقلب يصبر على الأذى مرة وثانية وثالثة، ولكنه قد يضيق في الرابعة ويضجر في الخامسة ثم يهجر في السادسة .. وبعض الأخطاء كبيرة بذاتها، فإن وقعت ولو مرة واحدة فقد تكون القاضية .. وأكثر ما يؤذي الناس تحقيرهم والإنتقاص من شأنهم قولاً وفعلاً .. والإسلام يعلم على الدقة (قال عليه الصلاة والسلام: إذا قمت إلى الصلاة فصلي صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه غداً، وأجمع الإياس مما في أيدي الناس) وكما أن الكلمة الواحدة تنقل الإنسان من دين إلى دين، فإنها قد تنقل العلاقات من حال إلى ضدها من باب أولى ..

7. لا تفرح لسقطات الرجال:
النحل يقع على الزهر .. والذباب لا يقع إلا على القذر .. إشتغل بعيوبك عن عيوب الآخرين فمن أدمن النظر في عيب غيره، غفل عن عيب نفسه .. (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس) (وأبك على خطيئتك ..)
والعين تبصر ما نأى ومضى *** ولا ترى نفســــــــــــــــها إلا بمرآة

وكما قال الآخر:
لسانك لا تذكر به عورة إمرئ *** فكلك عورات وللناس ألسن

قال أحد السلف: (إن من الناس من يخاف الله على ذنوب العباد أكثر مما يخافه على ذنبه ؟؟) وقد صدق .. فما أكثر ما نستعظم.
8. لا تتسرع في بناء علاقاتك الخاصة..
حتى لا تفاجأ بها مستقبلاً .. فكثير من الصور جميلة من بعيد فما إن تقترب منها إلا وتظهر لك جوانب القصور والخلل فيها، وكما قال الشاعر:
ولولا إختبار بعد طول تجارب *** لكنا كثيراً بالمظاهر نغترر
وقال الآخر:
لا تجعلن دليل المرء صورته *** كم مظهر حسن في مخبر سمج
والعلاقة الخاصة هي تلك العلاقة التي تعول عليها في شدتك وحاجتك وتفيض إلى صاحبك فيها بخاصة أمرك ..
9. الأعذار للكرام ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب العبد سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحاً إذا اقتضى) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (أعقل الناس أعذرهم للناس) .
10. القناعة: بما أعطاك الله أمان من الحسد والتطلع والتسخط (المقارنة إذا اقترنت بالتسخط باب من أبواب الشقاء، وإذا اقترنت بالرضا باب من أبواب الهمة والعمل).
حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه *** فالكل أعداء له وخصوم
كضـــرائر الحسناء قلن لوجهها *** بغـــــياً وزوراً إنه لــــــــذميم
هم يحسدونني على موتي فوا أسفاً *** حتى على الموت لم أسلم من الحسد
11. عامل تعامل: قال عليه الصلاة والسلام (أد إلى الناس مثل الذي تحب أن يؤدوه لك ..)
12. أذكر الايجابيات: وإذا الحبيب اتى بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع. قال بن رجب الحنبلي: (والمنصف من اغتفر قليل خطأ الشخص مع كثير صوابه) (لا يفرك مؤمناً مؤمنة إن سخط منها خلق رضي منها آخر) (ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم) (يا عمر .. وما أدراك أن الله إطلع على أهل بدر فقال إفعلوا ما شئتم –في التعليق على خطأ حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.)
13. إحترم نفسك:
من إحترام النفس البعد بها عن مواطن الهوان ومواقف الذلة .. قال عليه الصلاة والسلام (لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه قالوا: وكيف يذل نفسه يا رسول الله؟ قال: يعرض نفسه لما لا يستطيع من البلاء .. ) .. ومن احترام النفس عدم إقحامها فيما لا يعنيها من خصوصيات الآخرين (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) فمن تدخل ما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه .. وكذلك عدم الإساءة إلى الخلق فـ (كما تدين تدان) .
14. لا تكن ملحاحاً:
الكريم يلمح إلى ما يريد إلماحاً، واللئيم يصرح ويكرر ويلح ويعاند .. وما أجمل ما قال الشاعر ملمحاً إلى الخليفة بحاجته :
أأذكر حاجتي أم قد كفاني *** حباؤك إن شيمتك الحباء
ولذلك قيل أن من أمر الأمور على النفس وقوف الكريم على باب اللئيم ثم يرده، فكيف إذا كرر اللئيم المسألة والحاجه وكرر اللئيم الرد !؟ .
15. تجلد ولا تكثر الشكوى ..
وتجلدي للشامتين أريهم إني على ريب الزمان صبور
فمن يظهر له ضعفك إما أن يكون حبيباً فيحزن أو عدواً فيشمت. فإلى من يشكو الشاكي ؟؟ وعلى من ؟؟ يشكو إلى الخلق قدر الخالق !!
قال عليه الصلاة والسلام في وصيته لأبي أيوب الأنصاري( .. وأجمع الإياس مما في أيدي الناس) وقال عليه الصلاة والسلام (إزهد في الدنيا يحبك الله وأزهد مما في أيدي الناس يحبك الناس).
16. كن نفسك ولو أعجبك غيرك:
فرق بين أن تستفيد من الآخرين، وبين أن تكون نسخة مكرورة عنهم والانسان له بصمته المستقلة التي قد يتشابه فيها مع الآخرين ولكن لا يتطابق معهم، ومحاولة الكثيرين للتقليد الأعمى لغيرهم أفقدهم شخصياتهم دون أن يصلوا إلى شخصيات من يقلدوهم .. ففقدوا الأصل والصورة معاً..
17. لا تكثر الحديث عن نفسك:
الناس تحب من يتحدث عن همومها لا عن همومه .. إياك أن تجعل من نفسك ورداً لا بد أن يردده من حولك صباح ومساء .. الناس قد يستمعون إليك وأنت تتحدث عن نفسك بآذانهم ولكنهم يزرون عليك في قلوبهم .. والذي يتحدث عن نفسه ضعيف على وجه الحقيقة يستحذي كلمة الثناء والإعجاب من الآخرين .. كما إن من يكثر الحديث عن نفسه لا تجد في قلبه وعقله مكاناً آخر لغيره هو، لأنه ربما لا يرى في الوجود غيره !! وهو من ثم يقدر ما يحب الحديث عن ذاته ومنجزاتها يكره الحديث عن الآخرين ومنجزاتهم .
18. تجنب إنطباعاتك الأولية عن الآخرين .. الإنطباعات الأولية تطلقها المشاعر لا العقل .. ولذلك كثيراً ما تكون معرضة للخطأ ..
الإنطباعات الأولية مبنية على التوقع والتوجس والظن والفراسة والارتياح ،، بينما تبنى الأحكام الموضوعية على المعلومة والتجربة والواقع والزمن .. فقد يزدري إنسان من تثبت الأيام أنه يستحق التقدير ، والضد بالضد كذلك . قال الشاعر:
ترى الرجل النحــيل فتزدريه *** وفي أثوابه أسد هصـــــــــــــــــــــــور
ويعجبك السمين فتبتليه *** فيخلف ظنك الرجل الطرير
19. لا تسقط الكلفة ولا تبقها:
وكن بين ذلك قواماً ... (إذا أتى أحكم من سفر فلا يطرق أهله ليلاً حتى تمتشط الشعثة وتستحد المحدة) علاقة تعاكسية بين كثير من الناس :: كلما زادت العلاقة قل الإحترام !!.
20. من لم تكسبه صديقاً .. فلا تجعله عدواً:
من المستحيل أن تظفر بود كل من حولك أو من يعرفك ولكن حاول أن لا تغرم بعداوتهم على أقل تقدير.
قال الشاعر:
ليس يخلو المرء من ضد وإن *** حاول العزلة في رأس جبل

إقرأ المزيد...

الاثنين، يونيو 01، 2009

مهارات فن التعامل (الجزء الأول)

إضاءآت تمهيدية:
لا ينفك الإنسان في سائر حياته من التعامل مع شرائح شتى من المجتمع .. فالإنسان من يقظته إلى نومه وهو في أخذ وعطاء مع من حوله ..ومن خلال نجاحه أو فشله في التعامل مع الآخرين يتحدد مسار حياته ، بل وربما آخرته كذلك
ومما يجدر الإشارة إليه أن حسن التعامل ليست قضية تكميلية في ديننا .. وإنما هي من صلب الدين وروحه.. فلقد جاءت جملة من الأحاديث في ذلك منها على سبيل الذكر لا الحصر :
(خياركم أحاسنكم أخلاقاً) الصحيحين (وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) حسن ؛ (أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم) البخاري (\ن الله يبغض كل جواظ جعظري مستكبر) البخاري : (إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم) (من ضمن لي ما بين لحيته وما بين فخذيه أضمن له الجنة) (ألا أدلك بملاك ذلك .. أمسك عليك هذا) (إن من أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) (إن الله إذا أحب قوماً أدخل عليهم الرفق) (إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على الشدة) جميع الأحاديث السابقة صحيحه
وعند التأمل في الأحاديث السابقة نلحظ لفتة هامة ودقيقة وهي أن غالب الأحاديث السابقة جاءت على سبيل التفضيل والمقارنة.. ويتضح ذلك من خلال الألفاظ : ( خياركم ) ( أعلى الجنة ) ( أبغض ) ( ليبلغ درجة ) ( ملاك ذلك كله ) (أقربكم) ( ما لا يعطي)..
إننا عندما نفشل في التعامل مع الآخرين،، فإننا نجر على أنفسنا متاعب كثيرة في حياتنا مثل:-

1. . الفشل الإجتماعي والأسري ومنه :
• عقوق الوالدين:-بشكل مباشر من خلال التأفف من تعدد مطالبهما، وكثرة إنتقاداتهما، أو بصورة غير مباشرة من خلال العلاقات الأخوية المهزوزة أو حتى سوء علاقة الإبن مع أعمامه أو أخواله ..والتي تكون غصة عند الوالدين وحسرة في قلوبهم ..
• العلاقات الزوجية المتوترة أو الفاشلة:-فالمرأة تحتاج إلى سياسة خاصة في التعامل ، وقد ذكر المصطفى عليه الصلاة والسلام أنها خلقت من ضلع أعوج .. كما ذكر أن كسر هذا الضلع هو طلاقها..
• الصداقات المتقلبة:- وقد قيل :أحمق الناس من لا يستطيع أن يظفر بالأخ الصادق .. وأحمق منه من فرط فيه بعد أن ظفر به.وعندما ترى شخصاً صداقاته ذات عمر زمني محدود فاعلم أنه فاشل اجتماعياً فهو يغير العلاقات كما يغير ملابسه..
2. الفشل المادي : ومن ذلك الخسارة في التجارة أو الوظيفة:.، يقول المثل الصيني : قولوا لمن لا يجيد الابتسامة لا تفتح متجراً..
3. الفشل الدعوي : فالداعية الذي لا يعرف الطريق إلى قلوب الناس ، لن تصل كلماته إلى عقولهم .. وكما قال الأول : أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما استعبد الإحسان إنسانا

المهارات:
1. أظهر مشاعرك الإيجابية ..
الناس لا يتعاملون مع ما تحمله لهم في قلبك، وإنما مع ما يظهر لهم من قولك وعملك.
ومن ذلك قصة ذلك الرجل الذي قال يا رسول الله إني أحب فلان ..فأجابه المصطفى صلى الله عليه وسلم هل أخبرته؟ قال لا . قال: : اذهب فأخبره
حاول أن تدلل على حبك لأخيك من خلال وسائل متعددة .. هدية، إستئمان على أسرار، إستشارة.خاصة ؛ وتعهد مشاعر من حولك باستمرار وتذكر أن إصلاح الباطن في علاقاتنا مع إخواننا من ترك للحسد والحقد والغيبة والنميمة وغيرها لا يغني عن إصلاح الظاهر معهم من مثل التبسط والتبسم وحسن العهد والتودد.. وحاول دائماً أن تضيف إلى الرصيد لا أن تأخذ منه ..

2. تجنب التفسير الخاطئ لأخطاء الآخرين !!
كثير من غضب الناس ليس بسبب الخطأ الواقع عليهم، وإنما بسبب تفسيرهم لخلفيات هذا الخطأ وأسبابه .. ذلك أن تفسير الناس لأخطاء الآخرين يكون غالباً مائلاً إلى الحدة والجور ، ولذلك يأتي الأمر الشرعي بحسن الظن في الآخرين ، والتخفيف من حدة ووقع الخطأ عل لنفس من خلال تبريرها وتأويلها بأحسن التآويل ، فإن لم يجد الإنسان تأويلاً مناسبا .. جاء الأمر الشرعي بالعفو والمغفرة ..
إننا عندما يخطئ الصغير نعذره وعندما يخطئ الكبير نوبخه ونعاتبه بسبب تفسيرنا المختلف لخلفيات السلوك فالصغير جاهل ، وبرئ ، والكبير متعمد ، وواعي لما يفعل .. وكما هو من المهم أن نتجنب التفسير الخاطئ لأخطاء الآخرين، فحاول كذلك دائماً أن توضح للآخرين خلفيات أخطائك معهم حتى لا يفسروها تفسيراً مبالغاً حاداً ..
ومن الأمثلة في العهد النبوي على هذه القاعدة :
• (الحوار بين أبو بكر وعمر في إشارتهم إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم بتحديد أمير على أحد الوفود حيث قال أبوبكر: يا رسول الله أمر عليهم فلاناً .. فقال عمر: بل أمر عليهم فلاناً .. قال أبوبكر: إن أردت إلا خلافي ..)
• (الزبير بن العوام بعد ثناء رسول الله على علي بن أبي طالب: والله لا يدع إبن أبي طالب زهوه بنفسه. فقال عليه الصلاة والسلام : لتقاتلنه وأنت له ظالم)

3. إرم المكبر جانباً .. لا تدقق على أخطاء الآخرين..
ليس الغبي بسيد في قومه *** لكن سيد قومه المتغابي
لا تنقب عن الأخطاء وتبحث عنها بالمجهر، قال عليه الصلاة والسلام ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ؛ لا تتبعوا عورات المسلمين فمن تتبع عورة إمرء أفسده) ، و(الله حيي ستير يحب الستر)، وليس من الستر أن تعمد إلى أخطاء إخوانك الصغيرة فتكبرها وتبرزها وتظهر علمك بها أو أن تترقب زلاتهم وهفواتهم ، قال عليه الصلاة والسلام (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة).وقال عليه الصلاة والسلام( أيرى أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يرى الجذعة في عينه ) .
وكما قال الشاعر :
لسانك لا تذكر به عورة امرئ فكلك عورات وللناس ألسن

4. لا تكثر العتاب:
فقليل العتاب إنما يفسر بأنه إصلاح ونصيحة فيقبل ..أما كثيره فقد يفسر على أنه تصيد أخطاء ، وانتقاص واحتقار، وتغاضي عن الإيجابيات ..
عليك بإقلال العتاب فـــــــــــــــــإنه *** يكون إذا دام إلى الهجر مسلكا
وقال الآخر:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
وإن كان لا بد من العتاب على الأخطاء، فليكن مقروناً بالإشادة بالحسنات والمزايا ما أمكن .. ومن أمثلة ذلك
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعم العبد عبد الله لو كان يقوم قيام الليل).
• قال عليه الصلاة والسلام (لو من غيرك يا معاذ...) .

5. أكتم سر صاحبك:
فعدم القدرة على كتمان السر دلالة ضعف في الإرادة وضعف في التدبير، فضعف الإرادة عدم القدرة على إغراء إفشاء ما ينبغي أن يتكتم عنه، وضعف التدبير كون السر المفشي كثيراً ما يضر صاحب السر والمفشى له في آن واحد فتتقطع علاقات وتكثر الشائعات ..
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه *** فصدر الذي ستودع السر أضيق
وقد يكون سبب إفشاء السر محاولة لجذب إنتباه وإعجاب الآخرين بإمتلاك الشخص من المعلومات والأسرار ما لا يملكه غيره، ولو كان لفت الإنتباه هذا على حساب خصوصيات الآخرين وأسرارهم، وهذا مخالف للتوجيه النبوي (المجالس بالأمانات).

إقرأ المزيد...

  © Blogger templates ProBlogger Template by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP